“نحو تعليم متميز”

“نحو تعليم متميز”
خولة الكردي

هل نحن بحاجة الى تعليم متميز يمثل نقلة نوعية في النظام التعليمي ككل؟ سؤال لطالما فكر به العديد من التربويين والمعنيين في عملية تطوير التعليم، لقناعة اولئك ان المنظومة التعليمية تعاني الضعف والتراجع في كثير من قضاياها، بخاصة في عملية تحسين المنهج التربوي بشكل ينمي عند المتعلم مهارات عصرية اهمها مهارات القرن الواحد والعشرين التعليمية.
مما لاشك فيه ان اصلاح منظومة التعليم، يتطلب جهدا كبيرا ومضنيا، وذلك بوضع استيراتيجية هدفها تحسين عناصر العملية التعليمية التعلمية وتعزيزها، ولا يمكن اغفال دور اعداد البيئة التعليمية في صيانة واصلاح الاماكن التعليمية، وانشاؤها وفق انظمة تعليمية بمقاييس عالمية وذات جودة عالية، لتكون مكانا ملائما للطلاب والمعلمين على حد سواء. فمسؤولية ذلك تقع على عاتق صناع القرار في النظام التعليمي، فالمبادرات التربوية والتعليمية مطلوبة للنهوض بالعملية التعليمية والتربوية، مع ضرورة ان يتوافق اصلاح التعليم وجود قيادات تربوية قادرة على طرح خطط واستيراتيجيات فاعلة شفافة قابلة للتنفيذ، يلمس افراد المجتمع والمهتمين بامر التعليم اثر التغيير الذي طال انتظاره.
الى جانب ماسبق، فان دور استلهام تجارب تعليمية من دول تمتاز بجودة في التعليم، لها تجارب ناجحة في التعليم وانجازات لا يستهان بها، يساعد في تحسين التعليم وتقدمه، اضف الي ذلك تشجيع الكفاءات التربوية والكوادر الوطنية ذات الخبرة العريقة والتاهيل القوي في مجال التعليم، ليتم تطبيق عملية اصلاح شاملة للمنظومة التعليمية، والتي من الاهمية بمكان ان ترتكز على اسس متينة قابلة للتغيير والتجديد، وقابليتها لتبني الافكار والاطروحات التي تفيد التعليم، وتصب في صالح الارتقاء بمستوى التعليم والمتعلمين.
ولا نغفل في هذا المقام ان يرافق عملية اصلاح المنظومة التعليمية وتغييرها نحو الافضل، الاستقلالية التامة للنظام التعليمي وقياداتها التربوية وصناع القرار فيها، لتحتفظ بكينونة قائمة بذاتها بعيدا عن التدخلات والتي لا تضيف شيئا الى المنظومة التعليمية، سوى تراجعها وجمودها، فالغاية الاساسية هي انطلاق العمل التعليمي التربوي من دائرة التكرار والمحدودية، الى افاق واسعة وارحب يستسقي دعائمه من اصالة المجتمع وفكره، ومن العقيدة التي يسير على خطاها افراد المجتمع، لتصبغ بصبغة اسلامية سمحة، والتي انتجت حضارة عظيمة كانت حديث الارض زمنا، فلو يتمعن اصحاب القرار في المنظومة التعليمية التجارب التي خاضها المسلمون في سبيل تقدم العلم وازدهاره وعلو شانه لكان التعليم بخير حال، عوضا عن التخبط والارتباك الذي يعيشه النظام التعليمي والذي ينعكس بصورة سلبية على العملية التعليمية التعلمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى