منحُ فرصة بإعطاء رخصة ! / نداء أبو الرُّب

منحُ فرصة بإعطاء رخصة !

استعراض العضلات عند القيادة، سباقات في شوارع عامة، تخميس وتفحيط ومسميات يطلقها المجانين غير المؤهلين عقلياً للحصول على رخصة رسمية، كلها سلوكيات أزهقت أرواح البشر، وساهمت في ارتفاع نسب حوادث الدهس والتصادم بشكل لا يُغتفر.

لا مانع من أن تمارس جنونك في القيادة داخل أسوار ساحة خاصة بك، قُد سيارتك وقتها كما يحلو لك لتتفجر بك لوحدك، أما عندما تقرر النزول إلى الشوارع العامة، فيتحتم عليك الالتزام بقواعد السلامة، فالشارع ليس ملكٌ لوالدك أو جدك، لتستعرض فيه سيارتك السريعة غير آبه بالناس من حولك، وهاتفك الذي يلهيك عن الطريق كأنك مدير شركات، ضعه جانباً عند القيادة وتكبد عناء فراقه للحظات!!

بشكلٍ يومي نقرأ خبر حادثة تصادم مركبات أو دهس، شباب وأطفال في عمر الورود يخطفهم الموت من بين عجلات السيارات خطفاً، بات الأمر خطيراً ويستدعي إجراءات صارمة في حق المتسببين في مثل هذه الحوادث، ماذا لو كان مع امتحان القيادة للحصول على رخصة فحصٌ للقدرات العقلية؟ أليس المرء الذي يسرع في سيارته كالمجنون متباهياً بقطعه الإشارة الحمراء متخلفاً ويجب أن نحجر عليه؟ أليس المرء الذي يتسابق مع صديقه في شارع عام مجنون لا يستحق أن يمتلك سيارة ولا أن يتم منحه رخصة؟ فلماذا نسجن هؤلاء فقط لبرهة ثم نخرجهم ليمارسوا جنونهم القديم ونعطي تخلفهم المميت فرصة؟؟

مقالات ذات صلة

نحن نحزن عندما نسمع خبر وفاة أحدهم نتيجة مرض معين، لكن الألم الذي يخلفه موت الفجاءة بسبب حادثة تدهور مركبة أو دهس مرارته ووجعه أعظم، كيف لوسيلة نقلٍ اخترعها المهندسون أن تتحول من نعمة إلى نقمة؟ أي سوء استخدام هذا للتكنولوجيا الحديثة؟ يكتب البعض مازحاً ضرورة التنقل على حمار تفادياً للحوادث الخطيرة، ولا يعلمون أنهم من على متن الحمار قد يتم دهسهم دون رحمة وبأشكال كثيرة، لن يكون الحل بالتخلي عن قيادة السيارة والنظر للأمر بعينٍ ساخطة، بل بالتوقف فوراً عن منح رخص القيادة بالواسطة….!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى