داعش بربطة عنق علمانية / خالد عياصرة

داعش بربطة عنق علمانية

تكتب زليخة ابو ريشة مقالا تطالب فيه اغلاق مراكز تعليم القران الكريم، لكونها – حسب وجهة نظرها – بؤر يتم استغلالها لتفريخ الارهاب.
للكاتبة الحق في طرح ما تؤمن به، وللآخرين حق لمناقشتها، دون تجريح وتشهير، مهما كان سوء المعروض، فالقارئ يملك عقلا، يستطيع من خلاله التمييز بين صوابية الطرح وسلبيته.

لكن، خطأ التعميم الذي وقعت به الكاتبة اسقط فكرتها ومشروعيتها، وكان سببا في تشويه فكرتها.

في تسعينيات القرن الماضي كنت اصحوا باكرا للذهاب الى مركز تحفيظ القران الخاص بمسجد ابو بكر الصديق في بلدتي، بعد صلاة الفجر.
ما ان ينتهي الدرس حتي نذهب مع الشيخ للعب كرة القدم في ساحة المدرسة، لنعود ادراجنا الى منازلنا.

مقالات ذات صلة

لم يكُ الشيخ يأتي بالغرائب، بحيث يتم استدراجنا وغسيل ادمغتنا لصالح تعاليم خارجة عن اطار الاسلام وتعاليمه، لصالح منظمات ارهابية فسرته وفق مقايس المصالح السياسية المرتبطة بالانظمة، وما تبع لها من اجهزة استخبارية لا تقل ارهابا، وجبروتا عن منظمات الارهاب ذاتها.

بكل فخر، اعتبر نفسي احد نواتج هذه المراكز المعتدلة، فهل ثمة تعارض بين ان اكون مسلما، وان اكون في عين الوقت علمانيا، مثلي مثل مئات الشباب بلدتي ساكب، من الطبيب، والمهندس، والممرض، الى المعلم، والجندي، و المزارع.

بصراحة، لم اقف عند ما تناولته الكاتبة زليخة ابو ريشة، لكون حججها لن تصمد امام الحقيقة، التي تفند افكارها، ودعواتها.

الذي استغربته صراحة، تلك الهبة العجيبة الغريبة التي رفع بها من يسمون انفسهم علمانيين للدفاع عما تطرحه الكاتبة، مع انهم يفتقدون للارضية الحقيقية لذلك، فهم مثلا لا يعرفون المراكز ومقرراتها، ولا يعرفون القران الكريم وآياته وتفسيراته وخصوصية لغته، وان كانوا فمعرفتهم محدودة، لا تسعفهم لدعم الفكرة ومناقشتها او حتى دعمها.

هؤلاء، يستخدمون كل الوسائل والاساليب لانتقاد الدين بكتابه واحاديثه، لا مناقشته واصلاحه، اي انهم يدعمون اي فكرة لهدمه، لكنهم لا يطرحون اي فكرة لاصلاحه، ويطالبون ب مارتن لوثر كينج اسلامي، لكنهم يسنسون ان المصلح المسيحي لم يهدم الدين المسيحي، بل عمل على استغلاله خدمة لمذهبه الجديد.

العلمانيون الجدد، يستبيحون كل شيء، يستخدمون ذات الاساليب التي يعتمدها كلاب داعش وعصاباته.

لا تستغرب عزيزي القارئ ان وجدت هؤلاء وقد شكلوا تيارا منظما اقصائيا لمواجهتك وانتقادك ان قلت بما لا يقولون.

البعض منهم خلع ثوبه مثلا من اجل مقال في صحيفة القدس العربي، منهم من نسي تاريخه مقابل فوائد مادية، بعضهم يتبع سيده، فان قال نعم، اتبعه، وان قال لا وافقه، اي ان هؤلاء شخصيتهم مرتبطة بالسيد، والذي يشبه بتفاصيله الارهابي ابو بكر البغدادي. وبدرجة اقل “ المرباع والجرس والكلب” والسيد الراعي. فان لم يلحقوا به بتعليق او رابط يدعمه رن جرسه مهددا و متوعدا، او اطلق عليه كلابه للنيل منه !

ان حاول البعض انتقاد اساليبهم الاقصائية، وافكار التقية المستورة، استخدموا استراتجيات داعش، من حرق، وشيطنة، وتكفير، للطرف الاخر.
حتي ان البعض منهم، شكل لوبيا منظما يستخدم وسائل الاتصال المجتمعي والمواقع الاخبارية لمحاربة الاخرين اولا، ونشر افكارهم ثانيا، فانت ان لم تكن معهم صرت ضدهم، فافكارك مخض افتراء، وما تؤمن به مجرد وهم.

اما إن وصل احد – العلمانيون – لحالة من العقلانية بحيث سقطت عن عيناه سحابة الاكاذيب والنفاق المدفوع مسبقا، هدد من قبلهم عصابتهم، باخراجه من دائرتهم، والتي تشبه جنة الكذب والنفاق الخاصة بقائد فرقة الحشاشين حسن الصباح !

اخيرا: لداعش صور متعددة، لكنها تحمل نفس الخطاب وتعتمد ذات الاساليب، لكن النتيجة دوما واحدة، والخاسر دائما واحد، هو الشعب الذي يريدونه ان يقبل بحكمهم الارهابي، الذي استبدال الرداء الاسود بالبدلة، والحطة، بربقة العنق.
‫#‏خالدعياصرة‬
‫#‏تخبيص‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى