بطّلت أحرر الأندلس / يوسف غيشان

بطّلت أحرر الأندلس

يا أخي، شعب ما بنترك لحاله…… عدت أول أمس من رحلة تحريرية الى الأندلس لأجد البلد قايمة قاعدة والعالم معجوقة. مدحت وفارس جلبوني من المطار ورفضوا الدخول الى بيتي، وانطلقوا الى المظاهرة الليلية التي تطوف شوارع المدينة.
قبل السفر كان الشعب يائسا وبائسا وماكل روح الخل، ولما عدت وجدت شعبا آخر (لكأنهم استبدلوا الشعب بغيابي) ..شعب اكثر طفرا، لكنه اكثر اعتزازا وثقة بنفسه وقواه الداخلية، وأكثر قدرة على الدفاع عن مكتسباته وحقوقه…شعب يعرف ما يريد.
عندما كنت في اسبانيا، تم اسقاط الحكومة لأسباب مشابهة، لكني لم اتابع الموضوع، فقد كنت مقطوعا عن العالم لا تلفزيون لا راديو لا نت لا خبر لا تشفيّة لا حامض حلو.
ذهبت الى الأندلس وفي نيتي البحث عن آليات لاستعادة البلد من احفاد فرديناند وإيزابيلا، فوجدتهم اكثر سعادة وفرحا ومرحا بغيابنا، كانوا اكثر انسجاما مع بعضهم ومع انفسهم ..اكثر هدوءا وبساطة وصدقا مع الآخرين ومع أنفسهم، حياتهم بسيطة جدا دون تعقيد، ولائمهم اكثر بساطة، لكأنهم مجموعة من القرويين تعيش في مدن حضارية ونظيفة ومنظمة.
كنت في مدريد عند فوز ريال مدريد على ليفربول وفوزه ببطولة أندية اوروبا…. نعم كنت هناك، فلم اجد تلفزيونا مفتوحا في الشارع..لم اسمع زوامير ..لم اشاهد شبابا يرتدون قمصان النادي ويلوحون بصور اللاعبين، لم اجد من يتشفى في الفرق الأخرى المنافسة……. لكأن الفوز كان لفريق اردني على فريق اردني آخر.
بالتأكيد كان اهتمامنا في الأردن اقل في ذلك اليوم نظرا لظروف الشارع، لكن بالتأكيد امتلأ الفيسبوك( لم افتحه الا بعد العودة) بالمناكفات والسباب على حكام المباراة لكأننا نحن – ما غيرنا- ابناء ريال مدريد وليفربول…. نترك قضايانا ونهتم بقضايا الكون العادية ونتخاصم ونتشاتم ونتزاعل دون ان يدري عنا احد.
الأهم…. ذهبت الى اسبانيا وتركت صديقي احمد حسن الزعبي كاتبا ساخرا، وعدت فوجدته قائدا شعبيا مهما وملهما وضع الناس ثقتهم فيه ليكون احد القناديل التي تقودهم الى الأجمل والأفضل.
عودة الروح الى الناس هي لمصلحة الجميع، البحث عن قادة للناس ليكون الحراك منظما هو الأهم والأروع، لعل النقابات المهنية تكون اللبنة الأولى في بناء جسر الثقة…
بطلت ارجّع الكو الأندلس …انبسطتو..؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى