” ما طينتكم ؟!” / محمد سعود شواقفة

” ما طينتكم ؟!”

لماذا يميل الانسان للطغيان؟! …. هل في التجبر و التكبر و ممارسة الظلم فيها لذة و متعه ؟! … هل للسلطة ذلك البريق الآسر…و التي تجعل التمسك بها هدفا لا يدانيه طموح؟ لم يك طغيان فرعون الا بسبب قبول شعبه لاستبداده و جبروته و سكوتهم عن ظلمه و بغيه و خضوعهم بدون شروط لاي تسلط او استبداد. و صدق تعالى:
“فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ”
اذا كان هذا الطاغية لا قوة له الا ما يمنحه اياه رعاياه من الراضخين المستسلمين طوعا او كراهية … رغم انه قد يسبب لهم الأذى و قد يذيقهم مرارة الظلم …. تستسلم له عقولهم و ارواحهم و ربما اجسادهم فتصبح بالنسبة لهم وضعا طبيعيا ومعتادا …. فيشكر المظلوم ظالمه اذا ترك له نصف رزقه و ترك له النصف الآخر . و تنشأ أجيالا من الخاضعين فارغة رؤوسهم …تافهة احلامهم … همهم لربما لا يتعدى قوت يومهم … يخافون أي شئ … و لا يمتلكون أي جرأة ان يكتبوا على الجدار ما يفكرون به . و إن شاهدوا ما كتبه متمرد مأفون … أشاحوا بوجوههم و اختبأوا في العمق المظلم البعيد.
لن يستمر الظلم اذا انكرنا المنكر و لو بقلوبنا … لتكف ايدينا عن التصفيق قليلا … و لنوفر اصواتنا لقليل من الهتاف … و لكن لننشر صفحات قلوبنا و قد كتبنا فيها لا للظلم . ليكن أقله ان تغيير قلوبنا باديا على وجوهنا …فلا نبتسم في وجه الظالم و لا نجامله و لا تكون ” لاءنا” هي عكس التيار بل ” نعم ” لما نروم و نبتغي . و لو اجتمعت كل القلوب التي تنكر الظلم لما كسرها طاغية… فكيف اذا اجتمعت القلوب و الاقلام و الافكار و الالسنة ..؟!
كلنا نخاف من المجهول و نخشى من الشر … نتمسك بالحياة و نتجنب الأذى … لكن هل بتنا لا نميز الحياة الكريمة من الذل … كل همنا لقمة الخبز و مبلغ طموحنا ان ننعم بالدفء و الشبع …و افضل نصيحة تسمعها من كل من يعرفك احذر … لان الكل يعتريه خوف و قلق و ربما اكثر من ذلك يأس من اي تغيير.
ننكر اي ضرائب على المواطن الفقير سواء كانت خبزا او دواء او اي سلعة … و نرفضها و نعلن ذلك ولا نخش في الله لومة لائم . الدولة مسؤولة عن توفير حياة كريمة لرعاياها و هي يجب ان تحارب الفقر و البطالة و المرض و توجه مصادرها ببرامج لتعالج هذه الآفات و لا مشكلة أن تفرض ضرائبا و رسوما على المقتدرين ليساهموا بانقاذ المعوزين.
لكن لماذا ينزعج منا البعض و يطالبون باسكاتنا … عندما ننتقد عجز او تقصير فهو رغبة بالاصلاح و ليست مرضا نرجسيا … يخافون مما نقوله و يعتبرون ما نكتبه ” زندقة” و خروجا على المألوف …
عذرا … نحن لا نحتج على كل ما نراه … فقط نحن ننتقد هفوات الحكومات المتكررة و الكثيرة …. اذا مللتم منا و من نقدنا …اذهبوا اليه و انصحوهم بان يكفوا عن الاخطاء او ليرحلوا …
فاذا اجتهدوا و اخطأوا …. علينا ان ننصحهم بالنقد و التقويم .. عليكم بالفاسدين و اللصوص و سندلكم عليهم بالاسم والعنوان … خذوا ما تشاؤون من اصحاب الاموال و الارصدة و المشاريع. …و اتركوا جيوب الفقراء و لا تقربوها.
عذرا …لن نجاملهم و هم يكذبون و يختلقون القصص في كل شأن …ليغضبوا قليلا لربما يدركوا اننا نعلم زيفهم و خداعهم .
عذرا …لا تدافعوا عن الحكومة… فليس لكم افضلية عندها … هي تعرف انكم تنافقونها ….و نحن لا ينقصنا محبة للوطن …. و لكن ينقص الحكومة محبتها لنا…. هي تكذب و نحن لا نصدقها مثلكم … و نحن لا نكذب و لا يهمنا ان غضبتم.
لن نصمت الا اذا استمعتم …
لكنني اسألكم ” ما طينتكم ؟!”

” دبوس على المثبطين ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى