ما دام الفشك بلاش طخ يا سويلم / عبدالحي حباشنة

ما دام الفشك بلاش طخ يا سويلم

لسوء حظ الاردنيين يطل علينا غابر كل سنة تصريح ناري لرجل من رجالات الدولة المترجلين من مواقعهم يركله من اقصى يمين اليمين الى اخر حواف اليسار بافتراض وجود اليمين واليسار اصلا وهي حالات متكررة اشبه ما تكون بالظاهرة خاصة في العشر الاواخر من عمر الوطن المديد .
افهم ان يعبر معارضون عن أي موقف باعتبار الرؤيا السياسية التي يتبنون واتفهم ان تتحول بعض المواقف تجاه قضية ما بانحراف معياري محسوب ومتوقع وهامش فيه بعض المناورة .. لكن ما يصعب فهمه تبني بعض الرعيل الاول او الثاني لمواقف نارية ذات طابع انتفاخي موتور عن كل قراءة تاريخية على المستوى الشخصي وعن كل تطور طبيعي مفهوم او متوقع لتغيرات الشخصية الانسانية ..بل تجاوز ذلك الى الرغبة في القفز بين المواقع المتنافرة في اعلى سددها بكل بساطة وبلامبالاة ممجوجة في معظم الاحيان .
لا يمكن تصور عرابوا الامن الخشن قادة للاصلاح او قبول اصحاب القرارات التي ساهمت في تراجعنا المزري على كل الصعد سادة للديموقراطية ..او اصحاب النظريات الطريفة في الهبش ورؤية الوطن منسفا قابلا للاكل والهبش اصحاب نظريات في النقد والمعارضة .. ليس لسبب الا لكونهم اقرب في سلوكاتهم الى الاراجوزات المتنقلة والحواة اللاعبين على اوتار اوجاع الناس الكثيرة . انهم يغضبون لان الوان عجلات سياراتهم تغيرت لا اكثر او لانهم اصبحوا على هامش القسمة التي تعودوا عليها …….كم كنت اتمنى ان يغضبوا من اجل الوطن والموقف والتاس .
اين كان هؤلاء عندما كانوا في موقع القرار الحاسم .واين كانوا عندما ساهموا في ايصال الوطن واهله الى هذا الحال المخيف .. انهم جزء من الفساد واساسات الهدم والعبثية فكيف يمكن قبول هؤلاء في صف الواعظين وتحت اية مسوغات ؟
تثير الديموقراطية بدلالة حرية التعبير الكثير من افاق المشاركات الحرة وهو امر حميد ولكن في الاردن ايضا تتخذ الصالونات شكل المستوى الاجتماعي لتقارب الوان الياقات وربطات العنق ودكانة البذلات الرسمية وتاخذ مسار الحديث الشعبي كجزء مكمل من هذا (البرستيج) لا اكثر وعلى القوى الحية دائما ان تكون متيقظة فطنة وعلى الشعب ان يكون قادرا على تذكر معايير الفرز الحقيقية .
انهم لا يشعرون باية اعباء لتصريحاتهم وانتقالهم وانتفاعيتهم المبتذلة ذلك انهم يراهنون على اننا ننسى كثيرا (ونحن كذلك احيانا )او لملء فراغات جدية بحشو فارغ ممجوج متناسين ان الذاكرة الشعبية والوطنية كفيلة بتعريتهم ورفضهم ولفظهم من ثنايا التغيير المنشود ..وما دام الفشك بلاش طخ يا سويلم … وتاليها على الله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى