مؤشرات مُقلقة في شهر عصيب !!!

مؤشرات مُقلقة في شهر عصيب !!!
د. أحمد أبو غنيمة

المظاهر الاحتفالية لاهالي وعشائر اعضاء مجلس نقابة المعلمين ورؤساء الفروع الذين أفرج عنهم امس بحكم القانون؛ تحمل رسائل مهمة في عدة اتجاهات،
للسُلطة اولا ( ولا اقول الدولة، لان السُلطة مُكوّن واحد من اربع مكونات للدولة حسب علم السياسة)، وهي:
– ان الشعب في مُجمله حمل قضية المعلمين واعتقالهم على اكتافه، فآمن بحقوقهم المشروعة وادان الإجراءات التعسفية التي جرت بحقهم.
– عندما تتغير ممارسات السُلطة من الامن الناعم إلى الامن الخشن لدرجة مؤذية جدا مصحوبا بالاعلام المُفتري والمتجنّي، من خلال تعسُف وظُلم ادواتها السياسية والامنية والإعلامية بما يتعارض مع العِقد الاجتماعي مع الشعب القائم على قبول الآخر والتسامح والجلوس إلى طاولة الحوار لحل اي خلاف ، فتحصيل حاصل ان الشعب سيتغير كذلك بوسائل تعبير سلمية متقدمة، تُعبّر عن رفضه لهذا الانقلاب المتوحش على العِقد الاجتماعي، وتابعنا كذلك تطوّر هذا الرفض في الايام الاخيرة من وقفات احتجاجية الى بيانات من عشائر بعض قادة النقابة المعتقلين حملت في ثناياها لهجة اكثر حِدّية وتعبيرا عن غضب شديد لم نعهده سابقا.
– إن غياب صوت الحكمة والمنطق عن دوائر القرار في السُلطة بكافة مكوناتها واجهزتها في التعامل مع المعلمين ؛ يُعزّز فرضية ان الحكومة الحالية ليست صاحبة ولاية عامة مطلقا، فقد غابت رئيسا واعضاءا عن إعطاء أية تفسيرات مقبولة او مُقنعة عما جرى في ازمة نقابة المعلمين، وكأن التعليمات التي وصلت للإعلام والنقابات والأحزاب بعدم الخوض في الموضوع قد وصلتها نسخة منها ايضا.
– حجم ونوعية المعالجة الامنية الخشنة التي تم التعامل فيها في قضية نقابة المعلمين، ابتداءا من آلية الاعتقال والملاحقة وتكبيل بعض المعلمين بايديهم وارجلهم بصورة مؤذية لمشاعر الشعب الذي يُقدّس التعليم ويحترم المعلمين بصورة استثنائية، كل هذا اثار اسئلة كبرى لدى الشعب حول الأسباب الحقيقية للتعامل مع المعلمين بهذه الصورة القاسية أو اللاإنسانية، وبنفس الوقت أثارت هذه التصرفات الخشنة رفضا قاطعا من الشعب سيؤثر كثيرا على نظرتهم لشركائهم في الوطن من ابنائنا واخواننا في الاجهزة الامنية.
مؤشرات كثيرة مُقلقة رافقت شهرا عصيبا مر علينا كأردنيين؛ علّها تدفع السُلطة لتقييمها بجدية وموضوعية واضعة امن الوطن وسلامة شعبه في مقدمة اولوياتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى