لماذا یتطاولون علی هذا الوزیر؟ / ماهر أبو طیر

لماذا یتطاولون علی هذا الوزیر؟

لست معجبا بالوزیر مثنى غرابیة، وزیر الاتصالات، ولا أود ان أكون معجبا بھ، وھذه لیست
مھمتي، ولست صدیقھ، ولا أرید أن أصبح صدیقھ أیضا، ولھ وظیفتھ، ولي وظیفتي.
لكن الوزیر یتم اضطھاده بطریقة مھینة منذ ان تم توزیره، بذرائع مختلفة، وغالبھا ذرائع لا قیمة
لھا، كان من نتائجھا التطاول علیھ مرات كثیرة داخل مجلس النواب بالكلام المسيء، فوق إھانتھ
وتصویره خلال ھذه الإھانات، وصولا الى الاعتداء علیھ وضربھ من جانب عدد من النواب،
وشیطنتھ بوسائل كثیرة، باعتباره رمزا غیر وطني، یتوجب نبذه وعقابھ.
لا تعرف ما ھي مشكلة مثنى غرایبة الاصلیة مع كل ھؤلاء، إذ إن كثرة اتھامھ بكونھ كان
معارضا، ثم تم توزیره، لا تعد تھمة في بلد قام بتعیین انقلابیین عسكریین كوزراء، وفي بلد قام
بتوزیر عشرات الأشخاص، من المعارضة، فلماذا تم اعتبار كل ھذه الحالات دلیلا على تسامح
الدولة، ومرونتھا وعفوھا، وانھا لا تأكل أبناءھا، فیما حالة مثنى غرایبة مختلفة، ولا یجوز توزیره
في ھذه الحكومة؟!.
اذا كان غرایبة معارضا، وشریكا سابقا في الحراكات، ثم جاء وزیرا، فحالھ ھنا، حال العشرات من
قبلھ، وربما حال العشرات من المعارضین الیوم، الذین قد لا یمانعون اذا عرضت علیھم الدولة
موقع وزیر، وربما بعضھم یتمنى ان یأتي متصرفا، او مساعدا لمتصرف، حتى لو انكروا ذلك، او
قالوا انھم لا یقبلون مواقع عامة.
ھذه لیست مطالعة دفاع عن مثنى غرایبة، لكننا نتحدث عن المبدأ ھنا، وقد اتفھم فقط، حنق
المعارضة علیھ، باعتباره كان معارضا، ثم تحول وللمفارقة الى الوزیر المختص بالتشویش على
المعارضة الكترونیا، عبر اضعاف بث الانترنت في منطقة الدوار الرابع، لمنع زیادة جاذبیة
التجمعات كل خمیس، او رفع منسوب الاستقطاب بسبب البث المباشر، ھذا برغم انكاره الشخصي
وانكار حكومتھ بالتورط في ھكذا أفعال.
حكومة الرزاز بلا شك تعاني من وضع صعب، بسبب وجود وزراء یتسببون بأزمات للحكومة،
ونلاحظ ان من یقتل سمعة حكومة الرزاز یومیا، وزراء من داخل حكومتھ، بسبب التفوھات غیر
المدروسة، او الكلام غیر الموزون ارتداده شعبیا، او في وسائل الاعلام، وبھذا المعنى فإن التعدیل
الوزاري، اذا بقي الرئیس، یعد مخرج نجاة للحكومة، وھو تعدیل یبدو اضطراریا ولیس اختیاریا،
اذا حصل الرئیس على ضوء اخضر، ولا نعرف اذا ما كان مثنى غرایبة سیبقى ام سیتم إخراجھ،
من جانب الرئیس الذي لا یرید المزید من صداع الرأس، فوق ما في رأسھ من ھموم؟
بعض الحملات ضد بعض الوزراء حملات منطقیة، وبعض الحملات تبدو جائرة، وخلفھا
اعتبارات شخصیة ترتبط بمشاعر الحب والكراھیة ولا ترتبط بالاداء الا في حالات محدودة
ومعروفة ومفھومة أیضا، لكن حالة غرایبة، تستحق الدراسة وقد یكون خلفھا أسباب أخرى ترتبط
بشخصیة الوزیر ذاتھ، واستفزازه للآخرین او فوقیتھ، وفقا لما یقولون، وھذا عامل لا یمكن تجاوزه
في إدارة العلاقات بین الوزراء والنواب، او بین الوزراء والرأي العام، ویؤدي دوما الى تداعیات
سلبیة.
في كل الأحوال، فإن ضرب الوزیر، او محاولة ضربھ امر سیئ ومرفوض، وبرغم اننا شھدنا
خلال السنین الفائتة، اكثر من اعتداء على اكثر من وزیر، وشھدنا أیضا اغلاقا للطرقات في وجھ
رؤساء حكومات حاولوا زیارة المحافظات، الا ان ھذه الحكومة اتسمت بكونھا الأكثر طرداً على
مستوى الوزراء في المحافظات، ونقر ھنا بأمرین ابرزھما ان الازمات التي تلاحقھا كبیرة، فوق
ان توزیر أسماء كثیرة لم یكن موفقا، ودفع الرئیس كلفتھا مباشرة ومن جیبھ الخاص قبل العام.
حین یتم طرد الوزراء من المحافظات، وضربھم داخل البرلمان وتقریعھم شعبیا بسبب سوء
الإدارة، او التفوھات، فإن على رئیس الحكومة إعادة مراجعة كل ھذا المشھد، وكثیرا ما تكون
حمایة الرئیس لأسماء كثیرة مكلفة وغیر براغماتیة، مع الإدراك ھنا ان ھناك حالات كما حالة
مثنى غرایبة، بحاجة الى توزین عمیق، فقد یكون ظالما، وقد یكون مظلوما

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى