لماذا.. ومن ينهش الأردن الصابر؟ / ا.د حسين محادين

لماذا.. ومن ينهش الأردن الصابر ؟

“الأردن موقعه نعمة ونقمة معاً – الملك الحسين رحمه الله”.

1- باستثناء الشهداء وهم في عِليين ؛يُصر بعض الأردنيين المتنفذين والإعلاميين ومن منظور علم الاجتماع السياسي وبصورة لافتة للمحلل المنصف لوطنيته؛ على نهش الأردن الغالي ؛ هويته الانسانية المتعددة المكونات..إنجازات الانسان فيه..موارده الطبيعية..
وعلى السيادة النسبية للوطن -كجامع لنا كأردنيين- عبر الاستقواء عليه والارتباط بالأجنبي ضده وبأشكال عديدة وكانهم لم يتعلموا ممن سقطوا ممن استعانوا على اوطانهم بالاجانب. ان الذي سبق من تفكير وممارسات خطيرة يشي بانه نتيجة لهشاشة وضعف ادوار تربية الانتماء والولاء لمؤسسات التنشئة عندهم للوطن؛ اي معاناتهم من زيادة منسوب فقر الدم الجمعي والوطني نحو بلدنا ؛ فالوطن ليس فندقاً علاقتنا به مصلحية عابرة؛بل انه السماء المُستدامة التي يُفترض ان نتفيأ ظلالها
وبخيرات عطائها الادوم في كل الاحوال وعبر كل الاجيال.
2- الوطن الغالي مساماتنا..نبضنا ..
كرامتنا الانسانية كأردنيين تنهشه قِلة للأسف؛ سياسيون واقتصاديون ومثقفون منحرفون ومقاولو وطنيات مضمخه “بالانوات- الانا” والذوات المتورمه بشفحة التملك ؛ والثراء الفاحش بغض النظر عن شرعية الوسيلة او حتى قانونيتها؛ وبشبق جامح يتجلى في استمرارهم بالاعتداء على المال العام دون محاسبة قانونية الى الحد الذي وصلت فيه مديونيتنا الى ارقام فلكية.. كيف ولماذا ؛وهل من مسؤولين ولا أقول موظفين يجيبون لنا علميا مثلاً عن مبررات واثار زيادة نسب الفقر والبِطالة في الأسرة والمجتمع الأردني(14% من الاسر) يعانون الفقر الشديد بعد ان نُشر جزءً موجعاً من نتائج دراستهما لدائرة الاحصاءات العامة قبل ايام؟ .
3- أقول؛ ان ابرز واخطر انواع النهش الدامية للأردن الحبيب من “البعض” تكمن بأن يتعامل مثلا السياسي الجشع؛ والمقاول والمستثمر والمثقف وحتى الأكاديمي في المدارس والجامعات والموظف كذلك مع الوطن بعقلية الصفقات الصماء؛ وبالارقام المجردة التي تهدف فقط لحِلابة الوطن بالقطعة؛ والعمل على نخر تماسكه ووحدة اهلنا الطيبون فيه تحت عناوين مختلفة ؛ او ان يتعامل اولئك على اساس موسمية قِطافه وكأنه شجرة مثمرة لها عُمر محدد يجب إستغلالها بسرعة مذهلة وكأننا في عقلية نٍهبه وكِسبه ياللوجع ؛ وبعدها يأخذون استراحة لمعاودة الانقضاض عليه مُجددا كلِ حسب عائلته..عشيرته..
نفوذه وشركاته..الخ؛ أو قدراته وارتباطاته المظلمة في الداخل ومع السفارات ودول الاقليم وفي العالم؛ إذ يعتقد هذا البعض انها اي ارتباطاته تمنحه سطوة وشرعية الاستيلاء او التفريط بأي من مقدرات الوطن ما دامت هذه الاحوال المؤذية تستمر وكأنها مقاسم بين قِلة من المتنفيذين؛ ابنائهم وانسبائهم دون ان يحاسبوا من قِبل شعبنا الذي يرقب للان مثل هذه الممارسات المدانة؛ لابل والاخطر الملاحظ في هذا الواقع ايضاً؛ ان تغدو مثل هذه الثقافة والسلوكيات المنحرفة للبعض مقبوله ويصنفها اصحابها تحت باب الشطاره أو “فهلوه” بالتالي لم يعُد يوصم مثل هؤلاء الناخرين لبلدنا اخلاقيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا كما كان الموقف الشعبي الحاسم ضدهم ولصالح الوطن ومنجزات اجياله في خمسينيات وستينيات القرن الماضي؛وهم المصنفون بأنهم اعداءً للجماهير او الخطر الاكبر على الوطن واهله المنتمون وعياً ممارسات ، تضحيات له؛ لأن هؤلاء المُغرضين هم من ابناء جلدتنا وارندنيوا الجنسية للاسف ؛ وهم بين ظهرانينا ويجب اخذ الحذر الدائم من مطامعهم وسوء فكرهم واعمالهم الخرقاء نحو الوطن وعوامل استمراريته يا للوجع..حمى الله اردننا الصابر وأيقظ اي من اهلنا الغافلين فيه وعنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحية للكاتب المحترم على هذا المقال الرائع – كالعادة- حيث مقالات البروفيسور حسين محادين دائماً متميزة .

    الوطن يكون سماءً لأبناءه و ليس فندقاً عندما يكون هناك عدالة و مساواة في الفرص . الحكومات الاردنية منذ ١٩٧٠ تتبع مبدأ المفاضلة بين ابناء الوطن الواحد في كل التعيينات فكيف يكون الوطن سماءً يظلّنا جمعاً

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى