الأسرة الاردنية …تراجع المكانة أم التخلي عن الادوار الاساسية ؟

الأسرة الاردنية …تراجع المكانة أم التخلي عن الادوار الاساسية ؟
الأستاذ الدكتور حسين محادين
بداية ؛ هل اخذت الاسرة الاردنية كتنظيم ديني اجتماعي في الضعف ؛ ام انها في طريقها الى الذوبان ربما؟ سؤالان علميان مٌلحان وبحاجة الى اجابات دقيقة بعيدا عن الامنيات او حتى المسكوت عنه بخصوص ما تعانيه هذه الاسرة التي اصبحت المهددة على المدى المنظور باجتهادي العلمي هذا.
أردنيا؛ من الملاحظ ان فكرة الزواج نفسها قد تراجعت تفكيرا وممارسات لدى الشباب من الجنسين جراء ارتفاع كل من :-
تكاليف الزواج ونسب والفقر والبِطالة وصعود منسوب القيم المادية في المجتمع الاردني ونتيجة لانتشار ما اسميه بثقافة الارقام؛ مقابل تراجع كثافة المشاعر العاطفية التقليدية ترابطا مع السؤال الاجرأ لدى الشباب الذكور والقائل لماذا اتزوج اصلا؟. ومرد طرح هذه التحديات الاسرية استنادا الى ما يأتي من معطيات واقعية يعيشها مجتمعنا الاردني الموسوم بانه مجتمع الشاب بنية واعداد؛ اذ تشير المعطيات الحياتية والاحصاءات الرسمية الى الوقائع الاتية :-
– تأخر سن الزواج وتراجع اعداد المتزوجين عموما .
– ارتفاع نسب واعداد حالات الطلاق في السنتين الاوليتين للشباب المتزوج ؛ مع ملاحظة طلاق القاصرات ايضا وهذه مفارقة بحاجة الى دراسة اعمق والة وعلاج مستعجل.
– ضعف العلاقات التكافلية الدينية بين افراد الاسرة وسيادة القيم الفردية بما فيهم الوالدين؛ ما يشير ايضا الى تراجع الاهتمام التقليدي بالأخرين في الاسرة الواحدة تعبيرا عن مدى تأثر عناوين حياتنا في المنظومة الغربية المعولمة التي تتسيد العالم ومنها مجتمعنا الاردني ايضا .
– انتشار الفتور العاطفي بين الازواج هموما في ظل ارتفاع حجم وعناوين الحياة الاقتصادية ومصاحباتها من افراح ومجاملات اجتماعية لبن الاسر غالبا .
– بفضل ما تمخض عن العولمة وثقافاتها الحداثية المصاحبة التي تأثرنا بها وبصورة مبالغ فيها الى الحد الذي تم الاستعاضة بين افراد اسرنا عن العلاقات الانسانية المتفاعلة؛ أُسريا وقرابيا وحتى مناطقيا ووجاهيا” وجها لوجه “بعلاقات مفتوحة وخارج حدود الاسرة وقيمها الضابطة كما يفترض وذلك عبر التكنولوجيا وادوات التواصل الاجتماعي بما توفره من حرية مطلقة للأفراد بما فيهم الازواج في اختيار ما يود عمله ومشاهدته دون رقابة اجتماعية او حتى اسرية ؛خصوصا وان امكانية الترجمة الفورية من اللغات الاجنبية الى العربية التي توفرها التكنولوجيا قد ساهمت في قيام علاقات كثيرة ومتنوعة الاهداف خارج ادوار الاسر التاريخية علاوة على ارتفاع منسوب تمثل الثقافات الاجنبية عموما
اكثر من ثقافتنا العربية الاسلامية بما في ذلك النظرة الى الزواج والتزاماته الضاغطة كما يظهر لنا هذه الايام .
أخيرا ؛ هذه دعوة للتنبه والحوار بالتي أحسن بمشاركة الاهالي والمختصين والمسجد والكنيسة ووسائل الاعلام المختلفة علنا نحافظ واو جزئيا على الاسرة كنواة اساس للتنشئة المتوازنة وكمرجل يزود كل المؤسسات الاخرى في اي مجتمع بأسباب الاستمرارية والنماء. فهل نحن فاعلون ..؟؟
• قسم علم الاجتماع- جامعة مؤتة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى