لكم الخيار والفقوس

لكم الخيار والفقوس / #يوسف_غيشان

هل من الممكن أن أكون من المتفائلين حينما أقول بأن ما نمارسه من نقد عنيف واستفزازي وهجومي وتدميري أحيانا ضد من يختلف عنا او معنا…. حينما أقول ان هذه الممارسات هي بروفة بدائية لتعلّم النقد والنقد الذاتي …. هل يمكن أن أكون متفائلا أم أهبلا؟
الخيال هو أهم قوة يستخدمها الإنسان، وأنا متمسك بخيالي المتفائل، لأني عاجز عن احداث التغيير في مجتمعي، أنا وغيري من الهبايل، لذلك، اتركوا لي هذا الخيال الذي يعتقد بأننا نسير نحو الطريق الأمثل الى ممارسة نقد الآخرين ونقد الذات بشكل عقلاني واقعي ديمقراطي، يسعى الى التغيير نحو الأفضل والأجمل.
ما كان يمكن ان اكون كاتبا ساخرا، لولا أنني مؤمن بأن التعلم ممكن من خلال نقد أخطائنا والسخرية منها حتى نتجنبها، أو من خلال نقد الآخرين لأخطائنا فنتعلم منهم …. أي أننا نتعلم ونعلم في ذات الوقت.
أن نتعلم من الآخرين، هذا هو الطريق الأفضل بدل ان نقضي على أوقاتنا ومواهبنا في الدفاع عن أخطائنا وتبريرها وتجميلها، ومهاجمة الآخرين الذي لا يعترفون بها، والأفضل أيضا أن نعلم الآخرين من خلال انتقاد أخطائهم، فهذا أفضل بكثير من تملقهم وتصغير خطاياهم او اخفائها بالمساحيق السادّة للمسامات.
النقد والنقد الساخر تحديدا – بصفته أكثر شعبية ويؤثر في الجماهير فورا-هو ممارسة فكرية ناقدة تسعى الى التغيير وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ويمنحنا ويمنح الآخرين النضج المناسب لنستوعب أنفسنا ونعي أوضاعنا بشكل عام بدون مبالغات وعنتريات تدمرنا على مهل، وبدون مهل.
حاليا، نحن في البرزخ، نحن في منطقة الخطر، فإما أن ندمر أنفسنا وندمر الآخرين معنا، أو نسعى لنعيد التوازن لطبيعة الأشياء …. التوازن الذي فقدناه منذ قرون.
إما ان نتدمر تماما واما أن نصحو نحن الشعب، او الشعوب التي تعيش في العالم العربي، …. نصحو لنحدد مصيرنا بأنفسنا عن طريق استيعاب اخطائنا وخطايانا، وتفهّم الآخرين والبحث عن سبل الخلاص.
إما وإما!!
ولكم الخيار…. والفقّوس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى