قواعد المعارك العشر القاعدة السادسة: إيّاك والتقليد

#قواعد_المعارك_العشر القاعدة السادسة: إيّاك والتقليد

م. #انس_معابرة

عرّف ألبرت أينشتاين الغباء بأنه فعل نفس الشيء مرتين، وبنفس الأسلوب، ونفس الخطوات، وانتظار نتائج مختلفة.

ضمن خطواتك المتكاملة للفوز بأي نِزال تخوضه؛ وجب عليك الإستعداد للنِزال أولاً، وأن تمتلك السرعة اللازمة للفوز ثانياً، وأن تحظى بمعنويات قتالية مرتفعة ثالثاً، وأن تتعرف إلى نقاط قوتك، وتعمل على تنميتها، ونقاط ضعفك لتعالجها أو تخفيها، ونقاط قوة خصمك وكيف تتغلب عليها، ونقاط ضعفه وكيفية استغلالها رابعاً، وأن تتمتع بالليونة الكافية، والقدرة على التحوّل بين المرونة والصلابة بسلاسة خلال المعركة خامساً، وسادساً أن تكون رائداً مبتكراً لأساليب القتال في المعركة.

وتنطوي ريادة الإبتكار في أساليب القتال خلال المعركة على عدة جوانب نذكر منها:

أولاً: ألا تحاول أن تقلد خصمك في المعركة، فإذا أحسن في هجوم أو نجح في دفاع، لا تقم بتقليده خلال تلك المعركة أو في معارك مقبلة، فربما هو على دراية تامة بكيفية صد هذا الهجوم، أو التحايل على طريقة الدفاع تلك، وبالتالي قد تجد نفسك خارج النزال جرّاء ذلك التقليد.

وهو تحديداً ما ذكره أينشتاين في تعريفه للغباء، بأنك تقوم بتكرار نفس الخطوات حيث فشل خصمك، وتتوقع أن تُحدث تلك الخطوات فرقاً إيجابياً في النِزال.

ثانياً: وجب عليك أن تكون رائداً ضد نفسك، فلا تحاول أن تعيد وتكرر من نفس أساليب الهجوم والدفاع في المعارك المختلفة، فالجسم عادة يقوم بتكوين أجسام مضادة للفيروسات التي تدخل إليه أول مرة، يعاني الجسد خلالها من أعراض مرضية كالتعب والإرهاق وارتفاع الحرارة، ولكن ما إن تحاول تلك الفيروسات الدخول مرة أخرى الى الجسد؛ تكن الاجسام المضادة لها بالمرصاد، ويتم التخلص منها دون أن تشعر بذلك، ودون أن يظهر عليك أعراض مرضية.

وبالتالي؛ فقد تجد أنه من الضروري أن تتعلم أساليب الدفاع والهجوم المختلفة، وأن تتعلم كل جديد منها، فلكل أسلوب هجوم طريقة مفتاحية لصده، ولكل أسلوب دفاع طريقة لاقتحامه، ويعتمد نجاحك في المعركة على مفاجأة الخصم بأسلوب جديد لم يشاهده من قبل.

ثالثاً: حاول أن تصنع سمة خاصة بك، أسلوب تتميز به خلال المعركة، تماماً كما يفعل الأبطال في حلبات النزال، فنحن نعرفهم من خلال ضرباتهم المميزة، أو وسيلة هجومهم الغريبة، أو طريقة دفاعهم المُحكمة، وبالتالي لا بد أن يعلم الجميع أن لك أسلوباً خاصة في إدارة المعركة، يضمن لك هذا الأسلوب التحكم بالخصم وبمجريات الأحداث خلال المعركة، إلى أن تنال الفوز في اللحظة التي تقرر بها ذلك.

يبقى أن نقول أن هنالك مفارقة عجيبة بين الدعوة إلى تعلم طرق الهجوم والدفاع من الآخرين، وبين الدعوة إلى عدم التقليد، ويكمن الحل لهذه المفارقة بأن تأخذ من المتخصصين طرق الهجوم والدفاع المختلفة، ثم تضيف عليها الجزء المميز من شخصيتك، وواحدة من أساليبك، لتصبغها بصبغتك التي سيتعرف عليها الناس مع مرور الوقت.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى