قلوبهم قلوب امهات .. / سليم محمد البدور

قلوبهم قلوب امهات ..

ينهمر عليك بالقبل،ابتسامة بريئة،تلمس دائم…كلمات دافئة…دمعة تنوي النزول تحوم وتحوم…التصاق وهمس سري :يا الله شو حبيتك بتسمحلي احكيلك يا ابني .
سبحة تتذمر فقد ارهق الحراك حباتها،والشفاه تشققت من الأذكار الكثيرة المتلاه،وبعد قليل يدب به الحماس،ويبدأ الحديث بتصاعد؛ليعدل من جِلسته ويفرد جسده ليعبي منصبه آسف قصدي كرسيه وسط المضافات،ليستعرض عضلاته،وينسى نفسه وتقواه قليلاً ويحسسك من اقاويله أنه الرجل الخارق في اعماله،ويبدأ فرد شعاراته على طريقة النساجون العرب،ويزخرفها زخرفة اسلامية من قصور الأندلس،وفي النهاية يهز رأسه يمينا وشمالاً ويتحسر قائلا:لو تعرفوا يا جماعة شو نفسي .
ويتساءل الحاضرون بقلوبهم الطيبة:اها خبرنا ان شاء الله خير .
يجيب:نفسي انام هم البلد قتلني،وهم الشباب يسرق قدرتي على النوم،البطالة،الفقر،التعليم ويأخذه الحماس،الأعمار القصيرة يهزه الجالس بجانبه؛ إشارة على خروجه عن النص،ولخوفه على ان يتكفل بحمايتهم من عذاب القبر .
وبعد ان اكمل مسح وجهه والدمع نزل بحديثه الأخير،كل من بالمضافة اخذوا يتبادلون المناديل ويدارون وجوههم،وابو خالد بصفته الجالس قرب الباب قلبه الصغير لم يحتمل ألم هذا المُرَشَح وسهره وحديثه الوجداني ف التهم حبة المميع وخرج للهواء ليلتقط قليلا من القوة بالهواء؛ليعود من جديد.
والجميع نسي همه ليتعاطف مع هذا الرجل،واخذتهم الحمية ونهضوا جميعا ابشر بالفزعة،واهم شي لا تقلق،ونام ليلك الطويل.
ولكن جماعة هذا المرشح اصابهم الذهول لقد تحسن تمثيله،وتفوق عن الدورة السابقة،ليجيبه آخر بعد أن أتم توزيع بطاقات الكتلة الإنتخابية،إنه يسير على خطى زلمتنا اللي كان رئيس حكومة،حتى تخيلته هو من يتحدث.
وهذا المشهد يتكرر من مضافة لأخرى،ومن بيت لآخر،وحتى الشوارع والحارات وحتى اشارات المرور يلمح الواقفين عليها بنظرة حب وعطف .
وفي النهاية يتحسر أبو خالد على زلمتنا اللي نجح بالمجلس وظل نايم بالجلسات ليقول لأم خالد:مش حكيتلك هاض الرجل صادق،مسكين من كثر الأرق اللي كان صايبه من هم البلد صار ينام بالمجلس،بس لو يغطي معدته شوي ليستطيع النوم بهناء في الجلسة القادمة .
لترد بضحكة استهزاء الحمد لله ما رديت عليك،وانتخبت ابن خالة أمي اللي حكيتلك اهم مبادئه الثقة،وكل جلسه بيرفع ايده وبيحكي ثقه وبعدين بنام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى