مُنع من الخمر / سليم محمد البدور

مُنع من الخمر
تساؤل ملح خرج من الحقيبة نافضا الغبار عن آخره المتقوقع في زاوية ضيقة من الذاكرة،وعلبة الثقاب يسكنها الجندي الأخير،وورقة صغيرة تنكمش على كاتب تمنعت الكلمات عليه،ف فمُنع من الملح.

يحك رأسه،وسرعان ما يقوده شعره الأبيض إلى استدراج الماضي إلى شاشة العرض،فيسرق استراحة جندي محارب،ويصحو على حركة مباغته من خصمه حين قال :كش ملك،لا خيار أمامك سوى قلب الطاولة.
قلبها ،وشتم وزيره المتخاذل،فمُنع من النصر .

جلس أمام تلفازه،وتناول كأس أعشابه،واتسعت حدقتاه فجأة على خبر عاجل،زمجر غضبا،تذمر رفضا،خرج إلى الطرقات وعرى الحقائق،فمُنع من الكلام .

تأمل عجوزا تائها ويضرب الكف على الكف ويقول : لم أعد أفهم الدين،مضى العمر ولا اعرف هل أصبت،أم أخطأت؟
فكفر برجال الدين،كفروه فقتلوه ومُنع من الحياة .

مقالات ذات صلة

سأله ولده الصغير:مالذي حدث.فأجاب سهوا :إنه التخاذل،إنه الهوان،فلا هوية ولا قومية ولا اعتقاد، والكراسي مسكونة بعابديها،ديموغوجية عارمة،فاغمض عينه هروبا من واقعه المرير،وصحا في معتقل،ومُنع من الحرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى