قلم الكُحل

قلم الكُحل
سالم فلاح المحادين

كان السؤال عن أكثر شيء اشتقتُ إليه في فترةِ الحظر فجالت في الخاطرِ عديدُ الأشياء من أمكنةٍ إلى أزمنةٍ وحتى تفاصيل سخيفة أيضًا فالتجربةُ قاسية والجُلوس بلا عمل يُمكِنكَ من الخوضِ فيها وتأمُلها ما يمنحكَ الكم الكافي من التشتُت وهوَ الذي يقودُك إلى الحنين المُختلف نحوَ حيثياتٍ كُنا نراها مُمِلة ولكنها في الواقع نِعَمٌ تستحق الشُكر والحمد لله دائمًا وأبدًا !

اشتقتُ كما غيري للازدحامِ والضجيج ولحبةِ العرق التي تمنحني لُقمةً حُرةً شريفةً إن شاء الله ولَكَم أشعرُ فعليًا بالخجلِ من جُلوسي مدفوع الثمن رُغم أن الموضوع ليسَ بإرادتي وخارج عن سيطرةِ دُولٍ بأكملها ولكنهُ طبعٌ في داخلي يُحاسبني على ما قدمت وما تقاضيت أو لرُبما حساسيةٌ زائدةٌ تجعل من خلايا المخ تُبحرُ في عالمٍ من الأحاسيس ؛ تتشابهُ فيه النجاة و الغرق !

اشتقتُ لقبلةٍ كركيةٍ أرسمها على خدِّ عمّان ضمنَ لوحةٍ تضمُ اثنتي عشرة مُحافظةً تآخت و تآلفت وفاحَ عطرُها كالياسمين مُدهشًا للناظرين رُغم الوجع الذي كلما اشتكت إحداهُنّ بعضهُ تداعت لها الشقيقاتُ بالسهرِ والحُمى !

مقالات ذات صلة

اشتقتُ ( لأزنخ ) لحظاتِ العمل ، اشتقتُ لجولةٍ في السوقِ أرى فيها الوُجوهَ الكادحة والمُرهَقة والمُتعَبة ، اشتقتُ لأن يطمئنَ قلبي على كُلِّ الوطن ، اشتقتُ لبساطةٍ وشعبيةٍ أظنُها لن تعود فالناسُ ستكون أشدّ حذرًا وخوفًا من كرابيجِ حلبٍ عابرةٍ ذات لسعة برد أو كاسٍ ورقيةٍ تحملُ في جوفِها قهوةً يُقال بأنها من ماركة العميد وربما لا تكون أو ساندويشة فلافلٍ تُلتَهَمُ بشراسةٍ وسط زخمٍ أرعن ، اشتقتُ للحظةٍ أشعرُ فيها بحاجتي لأن أكتب ثمّ لا يُسعفُني كم الأرقام في عملي و الوقت لأفعل ؛ تسرقنُي الغفوةُ فأستبدلُ في الحلم قلمَ الحبر بقلمِ الكُحل مُزينًا عينيها بجنونٍ وليس على النائم حرج ! ثُمّ وليسَ في خُروجي عن النصِّ هُنا أيضًا حرج !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى