قراصنة آخر طبعة

قراصنة آخر طبعة / #يوسف_غيشان

أيام زمان، قبل أن يمتلك القراصنة طوربيدات وأسلحة حديثة ورادارات متطورة، كانوا يقومون ببناء منارات مزيفة تظلل السفن عن المنارات الأصلية وترسلها الى المناطق الصخرية أو إلى حيث الشعب المرجانية العملاقة، حيث تصطدم بها السفن وتغرق، فيأتي القراصنة وينهبوها عن بكرة ابيها وأمها وخالاتها.
كما أسلفت، التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها السفن حاليا، وحصل عليها القراصنة أيضا بطرق متعددة، جعلت من خدعة المنارات المزيفة جزءا من الماضي التليد لعالم القراصنة. لكن لعبة المنارات المزيفة لم تنته قط، بل ازدادت شراسة وتدميرا، وتزايد عدد ضحاياها ، بل تحولت من مجرد حادث بحري وعملية سلب ونهب الى كارثة وطنية .
كلما سمعت عن كارثة اقتصادية كبرى عانى منها الإقتصاد الوطني وخسر الكثير من المواطنين مدخراتهم كلما اعتقدت أن ثمة منارة مزيفة ما في مكان ما قد أودت بالوطن والمواطن من أجل مصالح شخصية.
لنأخذ الأردن مثلا سنجد أن منارة مزيفة أودت ببنك البتراء قبل عقود فأرهقت الناس والخزينة. ثم تم تصنيع منارات مزيفة كثيرة أودت ببنوك كثيرة وجعلت الكثير من الناس ع الحديدة.
طبعا لا أبريء إدارات تلك البنوك والمراكز المالية ولا الجهات الحكومية المختصة التي قد تكون متواطئة مع قراصنة المنارات المزيفة والإدارات الهاملة، إنما أقول إنهم مجرد مسننات صغيرة في آلة الفساد الكبرى.

  • منارات مزيفة لعبت بقضية التسهيلات التي قصقصت جنحان الكثير من الناس .
  • منارات مزيفة لعبت في التحويلات.
  • البورصة وكل ما سلف وكل ما سيأتي من كوارث اقتصادية ندفع ثمنها مرتين ..مرة من جيوبنا ومرات من جيوب خزينتنا.
  • البوتاس..الفوسفات والإتصالات
  • منارات مزيفة في الخصخصة
  • والقصقصة
  • والعصعصة
    يعني: هناك عصابات كبرى …. هناك قراصنة جدد كبار يستخدمون تكتيك المنارات المزيفة ليسرقوا الوطن والمواطن، أما الجهات التي نراها ونعتقد أنها وراء هذا الحدث أو ذاك، ونصب جام غضبنا عليها، فما هي إلا عصابات أصغر أو وكلاء وفروع تعمل بالمقاولة للعصابة الكبرى التي تسرقنا وتقتلنا وتدفعنا نحو الانتحار وتدمرنا عن طريق خدعة قديمة لقراصنة البحر الذين تحولوا إلى البر فاكلوا الإخضر واليابس ..والحبل على رقابنا جميعا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى