في رثاء الشهيد وصفي التّل / للشاعر الكبير ماجد المجالي

في #رثاء #الشهيد #وصفي التّل

للشاعر الكبير ماجد المجالي

لو الأشعار يا هزّاع تشفي
غليلي أو لبثِّ الحزن تكفي
لكنت جعلت أبحرها مداداً
وصغت قلائداً في وصف وصفي
ولكني احترقت بنار عجزي
سما وصفي فلن يكفيه وصفي
فوصفي نصف أحلامي بأرضي
وثورة مصطفى بالشعر نصفي
فكيف أفرُّ من نصفي ونصفي
يلاحقني ليذكي فِيَّ نزفي
أنا الأردُنُّ حرت بسوء حالي
وقد سلّمت للعرّاف كفّي
فراح يسومني ألماً وحزناً
وينذرني بشحططتي وخسفي
طريقي قال لي صعبٌ مريرٌ
أمامي الخصم والتطبيع خلفي
بنو ابن الكلب ما قتلوا طموحي
ولا كسروا برغم الجّور أنفي
فصاح يضج بي شعري بعذري
إذا انحرفوا وما حرّفت حرفي
أأفضي والجموع قطيع عجزٍ
وعن من حالنا يخفى لأخفي
رؤوس عقاربٍ أولى بسحقٍ
وشعر شواربٍ أحرى بنتفِ
فكيف أطيق بينهمو حياتي
أنا وبلادنا منفىً ومنفي
وما في مَنِّهم منٌّ بظنّي
ولا في عفوهم عفوٌ بعرفي
لقد صفْوا بلادي أفلسوها
وصبّوها بأرصدة المصفّي
وقدصرفوا دماء الشّعب نقداً
وما حفلوا بنحوي أو بصرفي
وأنتِ قريحتي والأرض روحي
أعيذكِ بالثّرى من أن تجفّي
ألا فلتغرفي من نزف قلبي
معينكِ لا يضيق بكل غرفِ
فحبّ الحقِّ أسرج لي جوادي
وأنتِ التّرس والأشعار سيفي
أردُّ به الخَنا عَمّا تبقّى
من الأردنّ في العصر المُسفِِّ
فخصخصةٌ ولصلصةٌ وعهرٌ
وثرثرةٌ مغطاةٌ بزيفِ
وقبحٌ ظلَّ يتركنا لقبحٍ
وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ
أخاف على بلادي من بلادي
كأنّ قصورها شِيدت لنسفي
فقد شدّت على قططٍ سروجاً
وأين رؤوسهم من نعل وصفي

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى