عادي ..أصلا هاظا شيخنا / يوسف المومني

عادي ..أصلا هاظا شيخنا
ازداد غضب امام مسجد الحي من سلوكات الأطفال المتكررة باللعب واللهو ورفع الصوت أثناء تأدية الصلوات في مسجده ,و بعد محاولات عديدة مع أهاليهم ومعهم أنفسهم لايجاد حل لمشكلة الازعاج وممارسة الالعاب اثناء الصلاة دون جدوى, قرر البدء بعملية عقوبة لأكثرهم ازعاجا حتى (يربي فيهم غيرهم) من الاولاد والبنات لعل وعسى تنتهي المشكلة ويخلص رمضان على خير.

وذات عصر (زقط) الشيخ طفلة بالسابعه ومعها ابن عمها من عمرها تقريبا وهما يمارسان كل انواع الازعاج قبل الاقامه ..فأدخلهما لبهو المسجد عند المدخل وهو يمسك بزمام ملابسهما بقوة والطفل الذكر خائف ..بينما بدأ معهما بالحديث والطفل يرتعد ويقول :((خلص خلص والله ما بنرجع ولا بنعيدها)) قالت له الطفلة الهادئة الاعصاب والمطمئنة ))عادي عادي أصلا هاظا شيخنا مش رح يضربنا ولا يعمل اشي))..توقف الشيخ وكأنما سكب عليه دلو ماء بارد..وجد نفسه في داخل الطفلة مصدر أمان وعدم ايذاء..وجدها تنظر اليه برجاء عالي الأمل والثقة أنه لن يؤذيهما فهو مصدر الرحمة وممثلها (من وجهة نظرها)..ضمهما وقبلهما وأطلق سراحهما موبخا نفسه لم سقط في فخ التهديد والوعيد والعصبية وكان يريد الضرب والتهديد والشتم لهما …ثم كيف هو بعيون الناس والاطفال كما لم يكن بعين نفسه..

الى كل المشايخ والدعاة وذوو اللحى ومتصدري المنابر الدينية والمناصب بمؤسساتها أرجوكم اصنعوا من أنفسكم مصدرا حقيقيا للامان , كونوا عند حسن ظن الله بكم وحسن ظن العباد بكم ايضا كما يرونكم الابرياء اطفال الفطرة .
ليس فقط اعداء الدين هم من يشوهون صورة الدين واهله بل نحن ايضا بتنا مشوهين , بل حقيقة بشعين ,,قلوب سوداء ..وجوه عابسة بحجة الوقار ..كشرة لا أصل لها في الدين ولا دليل عليها,,غلظة,,مصالح خاصة,,تخويف للكبار والصغار ,,ليس فقط ابناء الجماعات المتطرفة من يخيفون باسم الدين , بل ومن هم محسوبون على كل الجماعات والأنظمة السياسية من علماء السلاطين ,ناهيك عن اولئك النكدون المتكسبون باسم الدين.

يا مشايخ ..يا دعاة ..يا وعاظ..عودوا وأعيدوا النظرة الحقيقية عن أنفسكم بعيون وقلوب الناس حتى يصل كل شخص من مستمعيكم وتابعيكم دينيا للشعور بأنكم مصدر الراحة وعدم القلق وأن يقول كل واحد منا عنكم ..عادي أصلا شيخنا مهما بزعل وبعصب منا ما بيؤذينا ..مش يظلوا يقولوا مثلما الان عنك : الله يجيرنا شر غضبه لا يرمينا بجهنم او الكفر او الفسق او البدعة.

الرحمة هي العنوان للنجاح في الدعوة…ولأنها غائبة …لا قيمة للدين وأهله في نفوس البشر الآن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى