شر البلية ما يضحك / م . عبدالكريم ابو زنيمه

شر البلية ما يضحك

بثت إحدى القنوات اليمنية فيديو للقطات اشتباك بين جماعة عبد ربه منصور هادي وجماعة علي عبدالله صالح والحشد الشعبي من جهة أخرى في منطقة نائية من مناطق صرواح شبه الصحراوية ، انسحبت المجموعة التابعة لهادي من المكان وتقدمت مجموعة صالح والحشد الشعبي وعددهم ثمانية مسلحين نحو الموقع الذي كان يتمركز به الأعداء أو المرتزقة كما يسمونهم ليكتشفوا أن هناك قتيلين ، وببساطة اليمنيين ينادي أحدهم على رفاقه : هذا مرتزق ويقترب منه ويحركه ثم يقول لرفاقه غير البعيدين عنه … المرتزق ما فيه روح..يكتشف آخر من المجموعة قتيلاً آخر وينادي على رفاقه :هذا مرتزق ثاني بدون روح ،وبعد ان فتشوا المنطقة تفتيشاً جيداً وتأكدوا من خلوها من المرتزقة حسب زعمهم تجمعت المجموعة كاملة ،وما ان جلسوا وبدأوا بتفقد أسلحتهم حتى دوى صوت طلقة نارية فانبطح الجميع في وضعية قتالية مع مراقبة المنطقة جيداَ… بعد لحظات ينهض أحدهم ويقول لرفاقه :قم..قم…ما فيه حدا أكيد المرتزق الميت يمازحنا !
من جديد يجلسون على الأرض وتنطلق رصاصة أخرى..يلتفت الجميع في كل الاتجاهات ولا يرون شيئأ ،فيسأل أحدهم وبكل بساطة :تعتقدوا مين فيهم يلعب معنا ؟ يرد عليه رفيقه :أكيد المرتزق الثاني يرد على خويه (اخيه) ،من جديد يدوي صوت رصاصة في المكان وينهض الجميع ويبدأون البحث في المنطقة ليعثروا على مصاب وإصابته بالغة ،يضمدون له جراحه ويقدمون له ما أمكن من الإسعافات ،يحملونه ويعودون به لنفس المكان الذي كانوا يجلسون فيه وليسوا بعيدين عن جثث القتلى ،الجريح يتألم ويئن وحالته سيئة وهم في منطقة نائية لا يوجد فيها اتصالات وأجهزة هواتفهم استعملت فقط للتصوير ،جلسوا من جديد وأحدهم يسأل :أنت يا مرتزق شفت خوياك ماتوا…ليش ما مت معهم ؟ المرتزق لا يجيب من شدة الألم وهو بين الحياة والموت، يستل أحدهم من إحدى الحقائب القات ويبدأ بتوضيبه على (9 ضمم) أقسام…يسأل احدهم :أحنا (8) ليش التاسعة…يجيبه وأيضاً ببساطة اليمني مشيراً بيده للجريح…هذي حق (نصيب) خويانا المرتزق !
يا الهي كم صنعوا منا غرباء وأعداء لبعضنا البعض،فلم تعد بلاد العرب اوطاني ولم تعد لغة الضاد تجمعنا وأصبحت فرقنا الدينية بعدد أسنان المشط الكبير ،علينا ان نتوقف عن لصق تهم تخلفنا وجهلنا وضلالنا وضياعنا على الغرب الاستعماري ،ففي اليمن القاتل والمقتول يُكّبر ويتشّهد ،وفي العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس القاتل والمقتول يُكّبر ويتشّهد أيضاً!
فمع بداية هيمنة البترودولار وتحكم غربان الشؤم بالقرار العربي انطلقت شرارة الفتنة على كامل ربوع الوطن العربي :فهذا شيعي وهذا سني وهذا درزي وهذا علوي وهذا قبطي وهذا …وهذا…الخ ولم نعد نسمع الا نعيب (نعيق) البوم وازيز الرصاص ورائحة البارود ،وكل ما جرى هو تنفيذاً لاملاءات امريكية ،واذا كان ما يتشدقون به من التصدي لايران وامتداد نفوذها في الوطن العربي صحيحاً وحقيقياَ فلماذا لم يساندوا العراق في حربه مع ايران ! ولا زالت هناك جزر محتلة أو متخاصم عليها بين ايران والامارات ،فلماذا لا نحاربها ونضع حداً نهائياً لطموحاتها وتوسع نفوذها ونسترد اراضينا المحتله”طبعاً لا أقصد فلسطين لا سمح الله” بعيداَ عن اثارة الفتن وبدون اراقة دماء الابرياء وارتكاب ابشع المجازر الانسانية ومن ثم التباكي عليهم !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى