شخصيات منتهية الصلاحية / المحامي حاتم خليل الشوبكي

شخصيات منتهية الصلاحية

المحامي حاتم خليل الشوبكي

يوجد في الأسواق سلع منتهية الصلاحية و أخرى لا تصلح للإستهلاك البشري و أخرى قاربت على إنتهاء صلاحيتها … يوجد كذلك في المجتمع شخصيات منتهية الصلاحية أو قاربت على إنتهاء صلاحيتها أو غير صالحة للتعاطي و التواصل مع مجتمعاتها …
يلجأ البعض من التجار مريضي الأنفس و عديمي الضمير عند إنتهاء فترة صلاحية منتجهم أو عند إقتراب إنتهاء فترة صلاحية هذا المنتج إلى وضع تاريخ جديد على هذا المنتج أو تغيير غلاف هذا المنتج لإعادة طرحه و الترويج له من جديد في الأسواق … و هذا ينطبق على الأشخاص المروج لهم إعلاميا ً بين الفينة و الأخرى …
يوجد شخصيات عامة و أسماء أصبحت منتهية الصلاحية في المجتمعات التي يعيشون فيها و أصبحت تشكل مصدر تسمم إجتماعي للمحيطين بهم … و أصبح من الصعب و المستحيل إعادة طرحهم في الحياة العامة و التسويق لهم فقد سقطوا سقوطاً مدوياً في جميع الفحوصات و التجارب العامة و فقدوا المصداقية في الطرح و الإقناع بالفكر و القيم و صدق المواطنة و حب الوطن …
هذه السلع إنتهت صلاحيتها و ضجر منها الشعب و أصبحت تشكل له قلبان معدة إجتماعي و غثيان سياسي … فنكهات هذه السلع سواءً النكهات السياسية أو النكهات الإجتماعية أو النكهات الإقتصادية أو النكهات الدينية… لم يعد المواطن يستسيغها مهما تغيرت الأغلفة الخارجية لها و جرى بهرجتها إعلامياً …
من هذه السلع … رئيس وزراء سابق إمتهن جميع أساليب و صنوف النهب و السرقة و السلبطة و لم يعد له أي قبول أو رضى لدى جميع فئات المجتمع و بات نسياً منسياً … يقوم بتحريك الماكينة الإعلامية التي تشترى و تباع و لها سعر متذبذب كسعر البندورة … و التي بدورها تقوم بإعادته إلى الواجهات الإعلامية و تصفه برجل المرحلة كلما لاح تغيير وزاري في الجو … يا رجل الناس ملت منك و من أشكالك … حل عناااااااا …
كذلك تجد من هذه السلع … من يشتغل – و ركزلي على كلمة يشتغل – معارض سياسي … شاءت الأقدار أن يكون نائباً مرة واحدة … و لم و لن تتكرر نيابته … و طفس إعلامياً و لم يعد له ذكر … تراه يتنطنط هنا و هناك … آملاً أن يرتفع سعره … يطلق تصريحات طرشة … و يشارك بإجتماعات طرمة … و يركض شمالاً و جنوباً .. شرقاً و غرباً … أينما وجدت جلسات الفتنة تجده حاضراً … أينما شيدت أسواق المزاودة على الوطن تجد له بسطة فيها … أينما أقيمت مسيرات النفاق و الرياء تجده في الصف الأول هاتفاً … بالمقابل تجد له إشتراكات مجانية سنوية و شهرية في العديد من السفارات العربية و الوكالات الأجنبية … جميع أرقام السفارات تجدها لديه … مواظباً بشكل دائم على حضور جميع حفلات الأعياد الوطنية لهذه السفارات … تجد في جيبه جميع أنواع العملات العربية و الأجنبية فهو من هواة جمع العملات …
هذه السلعة سعرها زهيد و يوجد عليها خصم 90% لقرب إنتهاء صلاحيتها و كميتها … يضاف إليها مصاريف الشحن التي لا تتجاوز سعر هذه السلعة … و مع ذلك لا رواج لها فرائحتها أصبحت نتنة و غير صالحة للإستهلاك المحلي … و تعتبر من المنتجات المسببة لسرطانات الوطن و أمراضه …
يوجد كذلك في الأسواق العربية و ليس المحلية فقط سلع ذات نكهة دينية … ألوانها براقة بنظر البعض و تجذب المستهلك البسيط … هذه السلع تتميز بالحرفية و الدهاء في دغدغة مشاعر العوام و الضرب على ما يشكل هماً لهم … تبدع هذه السلع في نسج القصص و الخرافات … حدث في قرية ما …. حصل مع صديق لي …. أصاب شخص أتى لي … و الله أني أعرفهم جميعاً … طبعاً مع بعض الدموع و النحيب و التدرج في الصياح و الصراخ … آخر هذه السلع المهرج الذي يعمل داعية … الذي كان محل تندر و طرفة لجميع وسائل و مواقع الإتصال الإلكتروني في موسم الحج الأخير … هؤلاء الممتهنين لوظيفة الإستخفاف بعقول الناس أصبحوا سلعاً منتهية الصلاحية و وجب إتلافها فكرياً و إعلامياً …
هذا غيض من فيض … كثرت الشخصيات العامة منتهية الصلاحية و ضاق الوطن بهم و وجب على الدولة طرح عطاءات للتخلص من هذه سموم هذه الشخوص التي أزكمت أنف الوطن و سببت له حساسية دائمة و عطاس مستمر و مزعج …
حمى الله الأردن ..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى