التبوعة … / المحامي حاتم خليل الشوبكي

التبوعة …

تنتشر في مجتمعاتنا ظاهرة تسمى ( التبوعة ) …
ففي مؤسسات الدولة تجد هنالك موظف تبوعة وظيفته تلميع المسؤول و التغني ببطولاته و مآثره الحميدة و تبرير تصرفات و قرارات هذا المسؤول …
أينما ظهر المسؤول تجد تبوعته … في الإجتماعات … في الندوات … في الإفتتاحات … في المؤتمرات … في الولائم … في الجاهات و المناسبات و طلبات العرايس خارج أوقات الدوام الرسمي … حتى لو شاهدت المسؤول ( يحوشي ) تجد التبوعة يشاركه الرقصة …
يعفى المسؤول من منصبه … يختفي التبوعة (علاقة طردية ) و إذا أردت من باب الفضول البحث عنه ربما تجده في المستودع أو في الأرشيف …
يأتي مسؤول جديد و يظهر معه تبوعة جديد له و هكذا …
في حياتنا الإجتماعية … التبوعة دائماً متواجد بعدة نكهات و ألوان غير مسوح بها …
على سبيل المثال … الشيخ الصيني له تبوعة … يمتاز بالديناميكية و النشاط و الولاء لشيخه الcopy … فهو يؤكد كلام الشيخ دائما ً … و هو الشاهد الحي على جميع عطايا و معارك و غزوات الشيخ … و هو الذي يتلقى جميع اتصالات الشيخ المحلية و الخارجية أثناء إنشغاله … حتى أنه يحلف بالطلاق أحياناً نيابة عن الشيخ … يمكن أن يجلس في الصف الأمامي أو صدر المجلس لكن لفترة وجيزة تنتهي بقدوم الشيخ ليحل مكانه …
في الحارات هناك تبوعة …
في القطاع الصناعي و التجاري هناك تبوعة …
في الأندية الرياضية هناك تبوعة …
في الجامعات و المدارس هناك تبوعة ..
في الإعلام هناك تبوعة …
في العلاقات الدولية بين الدول هناك تبوعة …
حتى ( الرقاصة ) لها تبوعة …
كل هذه الأشكال تشكل محل انتقاد و سخرية …
لكن ما أحوجنا أن يكون كل واحد منا تبوعة لوطنه …
حمى الله الوطن …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى