سيف القدس وعودة دور السلطة

سيف القدس وعودة دور السلطة

منى الغبين
مع تصاعد موجة التطبيع أهملت حكومة الإحتلال التعامل مع السلطة الفلسطينية، بل اعتبرتها غير ذات صلة، وعملت على استبدال عباس بدحلان كما صرح سفير الولايات المتحدة في الكيان الصهيوني في أواخر عهد ترامب.
كما التزم الزعماء العرب بمقاطعته ولم يتصلوا به ولم يستقبلوه. !!
ثم تهشمت صورته أمام #الفلسطينيين كما أظهرت استطلاعات الرأي العام بعد قرار إلغاء الانتخابات التشريعية.
وتجرأ الشارع الفلسطيني والناشطون في المسيرات التي خرجت في الأقصى وفي وسائل الإعلام المتنوعة ، والتي ردت عليها جهات محسوبة على السلطة بإطلاق الرصاص على منازل بعض النشطاء.
وقد نددت حركة حماس بحادثة إطلاق النار التي تعرض لها منزل الناشط والمرشح المستقل نزار بنات.
و تحركت في الضفة وأخذت نفساً من الحرية في ظل التفاهمات التي جرت إبان التحضير للإنتخابات حيث برزت قوة مؤثرة في الحراك السياسي.
ومع تصاعد المواجهات في الشيخ جراح وباب العامود وداخل باحات المسجد #الأقصى حيث لاحظ المتابعون غياب أي دور للسلطة التي اتخذت القدس حجةً لإلغاء الانتخابات ولم تتخذ أي إجراء عملي في حماية سكان الشيخ جراح أو المصلين في الأقصى، كما هتف المعتصمون والمتظاهرون ضد عباس شخصيا.
تضاعفت خسائر السلطة فترة العدوان على غزة وأمام فعل المقاومة وكتائب القسام حيث بهرت العالم وأَسرَت قلوب الجماهير الفلسطينية في جميع المحافل سواء في الداخل إو بالخارج كما أسرَت قلوب الشعوب العربية والاسلامية، فكانت السلطة الغائب الحقيقي.
وقد ظهر لكثير من المراقبين أن الأحداث تجاوزت السلطة ووضعتها في موقف حرج ومأزق صعب.
ثم جاءت حادثة هتافات المصلين في الأقصى ضد السلطة وضد المفتي الذي جلس بجانب عباس على المنصة عند أعلان الأخير قرار تأجيل الانتخابات في خطوة قد تكون لتحصيل شرعية دينية لذلك القرار الذي رفضه الشعب الفلسطيني بأغلبية ساحقة.
ولا ننسى ما أشار إليه السيد إسماعيل هنية في كلمته بالدوحة حول صفد مما اعتبرته السلطة تعريضاً بالرئيس.
كان لاتصال الرئيس الاميركي بايدن مع الرئيس عباس بعد خمسة شهور من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة , أثرا في إحياء الأمل لدى السلطة لدور ما من جديد.
والغريب أن بعض من الزعماء العرب الذين قاطعوا الرئيس عباس لشهور عاودوا الاتصال به، مما أشعر السلطة بعودة الروح لها ولدورها.
وبالتالي حاول أعمدة التنسيق الأمني افتعال واختلاق خلافات في الساحة الفلسطينية بهدف إعادة سطوة وسيطرة تلك الاجهزة وتوفير مبرر لقمع أنصار حماس والتضييق من جديد على الحريات، وكان واضحاً توزيع الأدوار بين الأجهزة الأمنية والإعلام وقوات الاحتلال لتجاوز أثر المرحلة السابقة بشكل تام وتجحيم النصر وتفريغه من محتواه.
أما دور الاحتلال فيستمر في اقتحام الأقصى !
ويشدد التضييق على سكان الشيخ جراح.ويزيد وتيرة الإعتقال في #القدس والضفة والداخل المحتل.
وفي نفس التوقيت صدرت تصريحات أمريكية وأوروبية تتحدثت عن آليات إعادة إعمار غزة من خلال السلطة الفلسطينية والمعتدلين الفلسطينيين،ولا بد من ترسيخ قيادة عباس.
اشترط الأوربيون تحقيق المصالحة الفلسطينية للتواصل مع حماس عبر وسيط.
كل ذلك يدلل على محاولات لتعويم السلطة وإعادة تأهيلها وتنظيف وجهها الملطخ بالتنازلات.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى