فوز حسن روحاني ومقالة ظريف

فوز حسن روحاني ومقالة ظريف
عمر عياصرة

كنت اتمنى ان تلملم ايران غرورها العدائي تجاه «المنطقة السنية» مبكرا، وقبل ان نتورط جميعا بالاستعانة المطلقة بالولايات المتحدة الاميركية التي يقودها فريق رئيسي يضم 15 سياسيا ينتمون الى المؤسسة «الصناعية العسكرية الاميركية».
الايرانيون اختاروا حسن روحاني الاصلاحي، لأنهم يريدون الاستمرار في سياسة الانفتاح على العالم التي انطلقت بتوقيع الاتفاق النووي.
لكنهم لا يريدون الانفتاح على المنطقة، لا يرغبون بمد ايديهم الى جيرانهم ليتحقق التعايش، يكتفون بمقالة متأخرة لوزير الخارجية جواد ظريف يكتبها بالعربية واظنها لا تسمن ولا تغني من جوع، فالخليج تورط في «اللعب الاميركي» ولا اظنه يفكر بمقولة الزميل عريب الرنتاوي حين طالب الرياض «اخذ العيّار الايراني لباب الدار».
لا يسعدنا ان نخوض حربا لا نهائية مع ايران، ولا ينجينا ان يموت حزب الله فتفرح اسرائيل، وليس من مصلحتنا ان تقرع طبول الحرب من بوابة ترامب تجاه ايران.
لكن ايران دولة منافقة، تستغل خواصرنا الضعيفة لتوغل فيها، لم تكن جارا ودودا منذ ثورتها الاسلامية، تحاول في اليمن فأرغمت الرياض لبيع نفسها لأميركا، ايران قسمت المنطقة طائفيا، دعمت الاستبداد، اسالت الدماء الى الحد الذي جعل الرأي العام الشعبي السني يراها خطرا يفوق – للاسف – اسرائيل.
نحن لا نريد حروب عبثية، لا نريد لثروات الخليج ان تتبدد في تلك الحروب، فجيوب الفقر التي على حدود السعودية (الاردن واليمن ومصر) تحتاج الى الكثير.
ايران دولة جارة، لا خيار لنا ولها الا التعايش، لن نلغي بعضنا، لكننا نسفك دماءنا بغزارة، ويستفيد البعيد الغربي، الى متى، سؤال مفتوح واجابته اكثر في طهران.
نحتاج من طهران ان تعامل المنطقة بذات الرغبة التسووية التي تتعامل فيها مع الغرب، نحتاج منها ان تترك «لغوصتها» في اكثر من بلد عربي، نحتاج منها اكثر من مقالة ظريف المنافقة، واكثر من وصول روحاني الى الحكم، ولا اعرف هل تأخرت طهران، واستشرف ان القادم قاس علينا وعلى طهران.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى