دورات ما قبل الزواج / مهند ماجد الخطيب

دورات ما قبل الزواج

شاب صغير يحلم يوماً بأن يرتدي خاتم الخطوبة ويمشي بين أقرانه متفاخراً بأنه أضحى خاطباً لفتاة يحبها , وفتاة صغيرة تحلم باليوم الذي ستجلس فيه بجانب شاب وسيم يلبسها خاتم الخطوبة لتتفاخر به أمام قريناتها. وبعد إنتهاء حفل الخطوبة وكما يقول المثل ذهبت السكرة وجاءت الفكرة!!!!!!!!!
يستيقظ كل منهما على مسؤوليات وواقع مرعب ومستقبل مخيف للحياة الزوجية وظروف اجتماعية واقتصادية قاسية لا ترحم أحد حتى يصل أحد الطرفين أو كلاهما إلى قناعة بأن الانفصال هو الحل الوحيد فالعقل الذي قرر بشكل سريع قرار الارتباط هو ذات العقل الذي سيقرر بشكل أسرع قرار الانفصال دون أي تفكير بالعواقب الوخيمة التي ستعود على كلا الطرفين, والنتيجة الحتمية هي ارتفاع ملحوظ بل مرعب في عدد حالات الطلاق قبل الدخول, و التي تحدث يومياً في المحاكم الشرعية , حيث أصبحت هذه الظاهرة تؤرق المجتمع والمسؤولين بشكل كبير, وبات الشاب أو الفتاة يصبح خاطباً ويمسي فاسخاً لخطويته, أو يمسي خاطباً ويصبح فاسخاً لخطوبته.
وهنا أطرح سؤالاً جوهرياً هل نحن فعلاً بحاجة إلى دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج, وما هو مدى فعاليتها وتحقيقها للأهداف المرجوة منها, وهل مسار الحياة الزوجية التي قد تمتد لعشرات السنوات يمكن تقويمه وتعديله وضمان سيره على وجه جيد مقابل ساعات قليلة من النصح والارشاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب سهل وبسيط جدا جدا لا وألف لا!!!!!!! إذن ما هو البديل؟؟؟؟
البديل أيها السادة أن هذا الشاب المقبل على الزواج لا بد أن يعيش حياةً مستقرةً مطمئنة في بيته وتحت كنف والديه, لا بد أن يرى أباً وأماً يحسنان التصرف ويعكسان وجهاً حضارياً وراقياً للحياة الزوجية في الاسلام, لا بد أن يرى كيف يتعامل والده مع والدته فيحسن إليها بالقول والعمل, وكيف يطبق والده مبدأ القوامة على زوجته وبيته بأن يقوم بواجباته نحوهم ويعمل على حفظهم وتلبية احتياجاتهم ما تمكن إلى ذلك, أن يرى كيف يحل والده مشاكله الزوجية بمعزل عن كل التدخلات الخارجية والتي تكون في كثير من الأحيان سبباً في إنهاء هذا الزواج, لا بد أن يرى كيف يكون والده لوالدته أباً وأماً وأخاً وعماً وخالاً, لا بد أن يسمع من والدته ماذا تحب من والده وماذا تكره , وما الذي يؤثر فيها سلباً وما الذي يؤثر فيها ايجاباً.
لا أن يرى زوجا سكيراً أو عربيداً لا سمح الله , أو يرى رجلا متغولاً على زوجته متطاولاً على انسانيتها, مسيئاً إلى كرامتها لا يراعي فيها عهداً.
أما الفتاة فتحتاج كذلك إلى أن تعيش في نفس الأجواء الأسرية المطمئنة تحت كنف والديها, ولا بد أن ترى كيف تتعامل والدتها مع والدها وكيف تقدس الحياة الزوجية, وكيف تكون في بيتها ملكة تشرف على كل شيء فيه ابتداءً من تتويج زوجها ملكاً على عرش مملكتها وانتهاء بالعناية بنظافة بيتها, وأن تتعلم من أمها كيف تكون لزوجها سنداً وعوناً لمواجهة كل مصاعب الحياة بكافة أشكالها وكيف تعمل على حفظ أسرار بيتها و زوجها وأولادها.
بهذه الطريقة سنجد أمامنا شاباً مستعداً لأن يكون رباً لأسرة وفتاةً مستعدةً لأن تكون ربةً لأسرة ولا مانع هنا أن تأتي هذ الدورات التأهيلية قبل الزواج لتزيد من الوعي وتثبت المبادئ والقيم المبنية على أرضية صلبة خلال عشرات السنوات من معايشة حياة زوجية هادئة ومستقرة تحبب بالزواج وتعكس صورته الحقيقة ومسؤولياته على أرض الواقع.
وبخلاف ذلك فإن هذه الدروات لا قيمة لها ولن تحقق الأهداف المرجوة منها ولن تخرج عن كونها إجراءاً حكومياً يرتجم على أرض الوقاع بأننا هنا!!!!!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى