خطابات الثقة / د. حسين عبيدات

خطابات الثقة
يا له من وصف دقيق لما يحدث في مجلس النواب. هي مجرد خطابات بعضها يدغدغ مشاعر الأردنيين عندما يتحدث عنن فقرهم وجوعهم ونهب مقدرات الوطن والسطو على قوت المواطنين، وبعضها يتحدث عن مطالب مناطقية لا يمكن أن تتحقق في ضوء ما نعايشه منذ سنوات وبعضها لا تريد أن تسمعه لأن ملقيه لا يعرف العربية ولا قراءتها وهي كثيرة ومجلسنا الحالي يزخر بها. كيف لا و ثمانية وسبعون منهم لم يعرفوا قراءة القسم. والأهم من هذا وذاك أنها تناقش موضوع الثقة ولا تناقش البيان الوزاري للحكومة وبرامجه إن كان فيه برامج. لم نسمع نائبا يطرح على الحكومة برنامجا اقتصاديا يمكن ان يدرس ويستفاد من أفكاره فيما إذا فكرت الحكومة أن يكون لديها برنامج اقتصادي. لكن حكوماتنا في الأردن والحمد لله حكومات تسيير أعمال ليس أكثر، والبرنامج الاقتصادي تكفل بوضعه لنا البنك الدولي وما على الحكومات إلا أن تنفذ.
إذا هي بالنهاية خطب كخطب المساجد بعضها ينتقد فينصت الناس ولا تدخل في باب النقد البناء، وبعضها لا علاقة لها بالواقع، وجلها كذلك ، ومعظمها -إن لم تكن كلها – لا تخلوا من النفاق والمداهنة حتى تلك التي تدغدغ المشاعر منها. مالجديد في خطاب الحكومة، ما برنامجها الاقتصادي الذي سينهض بالوطن ويخفف العبء على المواطن ويعالج قضاياه من فقر وبطالة وجوع وفساد ومحسوبيات وواسطة و…و…. و… ، هذا كله ليس مهما وليس من أولويات مجلس النواب ويقولون بأن سن الثامنة عشر هو سن الرشد وكل المؤشرات تنبيء بعكس ذلك تماما والسير نحو مكتسبات شخصية لا علاقة لها بالوطن، ” أليس فيكم رجل رشيد”.
هل نحن بحاجة إلى ما يقارب الثلاثين وزيرا لتسيير الأعمال؟ أليس هؤلاء عبء على كاهل المواطن يضاف إلى أعبائه. أمريكا بعظمتها يديرها ثمانية وزراء لتحكم العالم بثرواته ونحن لدينا ثلاثون وزيرا لتسيير الأعمال، يقودون دراجات هوائية ليصلوا إلى مكان عملهم كما يفعل وزير التربية في فنلندا، ويحصلون على تذاكر سفر مجانية لهم ولعائلاتهم مدى الحياة ورئيس وزراء بريطانيا المستقيل يشتري سيارة لزوجته ب 1500 جنيه لتقل أولاده إلى المدرسة، ونتحدث عن سن الرشد.
لقد عزز أحد النواب استهداف الحكومة لجيوب المواطنين عندما تحدث عن 40 مليار يملكها الشعب الأردني وربما باشرت بوضع الخطط لكيفية تحصيل ما أمكن منها من المواطنين. لو كان الأمر كذلك أيها النائب لما أصبحت نائبا. شعب لا يملك ثمن الخبز ويملك هذه الأموال؟ هذه الأموال في معظمها هي فتات لمن استولوا على مقدرات البلد ليتنعموا بها هم وأبناؤهم ما داموا في هذا البلد وليست للشعب الأردني. ليست لمن باتوا يتسولون من الجوع ويفتشون في الحاويات ويشعلون النار بأنفسهم ظنا منهم أن أحا ما سيلتفت اليهم ويسد لهم عوزهم.
نعم هي خطابات ثقة وهي مناقشات ثقة لا أكثر ولا أقل ليس للوطن فيها نصيب. ثقة مضمونة لكن هل تتفوق على ثقة مجلس ال 111.
حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى