حِياد / بشاير علي السعيدين

حِياد

يحدث بإن تجد نفسك متأهباً فَِزعاً، يتوغل داخلك خوف هستيري من كل شيء، روحً متهالكه وجسد بالٍ ، صمتٌ رمادي ، لتجدّك في زاوية الحياد قد تربعتْ ، في منتصف كل الطقوس ، لا أنت الحزين ولا الفَرِح ، لا أنت العاشق المتيم ولا أنت الوغد المتسكع في الطرقات ، لا أنت أنت ولا انت غيرك ، لا يُسمع صوت نواحك أو حتى صوت الدهشه في أ..عماقك ، لم تعد تجيد الالتفات لإنين قلبك ، ولم تكترث لثرثراتِ عقلك ، وقد أجادت عيناك الحياد وجف دمعها وتلاشت لمعة الوجد منها ، غادر ذلك الشغف ملامحك ليحل مكانه البرود والتبلد ، لا صوت يعنيك ولا صور تربكك ، تتساوى كل الوجوه والأشكال حتى الألوان تصبح رمادية ، لم تعد تعنيك عنواين قديمة كانت ملاذك عند الإفراط في الشعور ، حتى قهوة الصباح لم تعد تجدي ، لا نكهتها تداعب صباحاتك الاستثنائيه ولا حتى مرارها بات يوقظ التيه في روحك ، حتى صوت فيروز لم يثر فيك شجونك ولم يحرك بك ساكناً، كُل الاشياء تدور من حولك وأنت كما الجماد متوغلٌ في الحياد .

-ثم ماذا ؟
-ثم أنني سأوغل الى اعماق الرماد واللاشعور والتبلد
-لماذا
-هذا العالم لا يلزمه أحد يشعر يا صديقي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى