حضيض الدراما الأردنية إلى أين؟

حضيض #الدراما_الأردنية إلى أين؟

#شبلي_العجارمة

العذر الأقبح من الذنب، في اختزال حكاية ما يقال عنه #فيلم _لحارة، وما يشين المشهد هو ظهور شخص يدعي الفن لا أكثر ، إذ صدق عليه قول الشاعر الساخر مع العذر الشديد لبعض الالفاظ كوني مجبراً إخاك لا بطل ومن باب لكل مقامٍ مقتل عندما قال هذا الشاعر :
ضرط الزمان على قومٍ فأسعدهم
فليت الزمان يبول علينا ويسيل
وكما يقال نقرأ الكتاب من عنوانه، ضحالة المحتوى ووضاعة التفكير وزعرنة التنظير ، عندما يتم نعت الشعب الذي يدفع أتاوة دينار التلفاز قبل اختراع جهاز التلفاز ، بأنه شعب سخيف النقد ولا يرق حتى لتقييم هول صدمته ممن غزوا على دجاج الخم وغنموا بيضه.
أنا أول المومنين برسالة الفنان بشكلٍ عام،والفنان الأردني بشكلٍ و الذي تربى سمعنا وبصرنا على نماذجهم مثل محمد العبادي،داود جلاجل،زهير النوباني خليل مصطفى والكثير الكثير الذين لا تحصهم ذاكرتي من زحام أسمائهم الكبيرة وأعمالهم الأكبر، من منا لا يذكر المسلسل الذي يصلح بأن يكون فيلماً أبعد من كل مساقات هوليود وأوسكار ،مسلسل هبوب الريح للعملاق عادل عفانه وعبدالكريم القواسمي وأشرف أباظة ، من منا لا يتذكر أم الكروم وليست حارة أم الكروم للكبير شايش النعيمي وعبدالعزيز ومحمود الزيودي الذين قدموا لنا أنفسنا على طبق النقد الطازج ونحن نضحك ونتألم معاً، كثيرة هي شواهد الروعة في انسجام القيم والمحتوى والفنان الهادف والكادح بذات الوقت ، وأنا من التقى بالراحل الكبير محمود أبو غريب في سوق الوحدات وهو يبحث لحفيده عن حذاء عادي وبثمن رخيص .
عندما كان الفنان الأردني كبيراً رغم ضآلة الإمكانات كان المحتوى كبيرا وضخما وزاخراً بالقبول لدى المشاهد الاردني والعربي ، إذ كانت لصوص الحواري الغريبة اثناء عرض حلقات هذه المسلسلات تتسلل لخانات الماشية وتسرقها عن بكرة أبيها بكلب الحراسة لشدة الإنصات والتشويق الذي يجذب ذلك المجتمع البسيط بحياته والعظيم بتذوفه لحياته التي كان يكتبها كاتب باذخ الذكاء ويمثلها فنان مؤمن بقيمه ومجتمعه ويخرجها مخرج حقيقي مثل حسن أبو شعيرة وبسام المصري وغيرهم .
بات الإعلام الموسسي الهش والمفترس شريك بل راعي رسمي لكل هذه المهازل والتفاهات التي ترضخ رؤوسنا بفرض قناعاتها بل وتسوق لكل من هو فاشل لغةً وركيك صياغةً ليستحوذ على شاكلته بسطاء الفكر والتفكير.
الفريج والعرب وقوم الشيخ الفلاني ومنازل العشيرة الفلانية ،هذه المصطلحات التي عرفها المجتمع الأردني ، الحارة ولغة المشارط وصولجان الموس مصطلحات اكثر ما تعلق بالزعران والخارجين عن قانون الإنسانية والذات والمجتمع النموذجي.
السخافة الحقيقية هي تلك القناعات بكل محتوى فقاعاتها، والحالة الصحية التي نرفع لها القبعات بهاماتها ، هي حالة الرفض والاستهجان والسخط التي اخرجت كل فنان مهووس يرى ذاته في دور اقل من وضيع لان ذاته مسكونة بالهامشية، واللهاث خلف قطار النسيان الذي بات يمره ويتجاوزه لمحطات تتواءم مع قيم المجتمع والقرى والبوادي والمدن التي يمرها هذا القطار عندما تضيق به الحواري الافتراضية التي يسوق لها البعض ، ودليل نكأ الجرح والوجع طريقة التبرير الساذجة والكلمات التي خرجت بلا حارس من وازعه الثقافي ،حتى قيم بعض الحارات لا تنتمي لهذا التبرير بصلة .
نحن امام حضيض باتت تغوص في وحله اقدام بعض الطارئين على الفن والدراما والإعلام الاردني ،والذين ترعاهم إكف تغرس الفشل لإفلاس وطن وشعب واجيال نؤمل على بعضها أن تغير ولو قليلاً من الواقع الاكثر من مزري وبائس حد الضحك المفضي للبكاء .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى