اوعدوني تفحصوا / د . عبدالله البركات

اوعدوني تفحصوا
منظر الاب نبيل حداد وهو يقف في منشور دعائي ضخم يخاطب النساء ان يعدنه بالفحص لتجنب سرطان الثدي او منظر احد لاعبي كرة القدم والذي لا اعرفه لجهلي في اهم علوم العصر وهو يضع الكرة على اصبعه ويريد من النساء ان يعدنه هو كذلك بالفحص ,ومنظر الطبيبة التي تطالب بنفس الوعد كذلك, كل ذلك اوحى لي بفكرة مفيدة: وهي ان نستعمل هذه العبارة في مناشدة الكثيرين بأن يعدونا ان يفحصوا.
ولكن ان يفحصوا ماذا؟
كل حسب ما نخشى عليه منه. فلنناشد المفتي الا يصدر فتوى قبل فحصها بمنظار التقوى لا بمنظار ارضاء الحاكم.
المعلم الا يعطي علامة لطالب قبل فحصها لتأكد من خلوها من مرض المحاباة او الكراهية وان يتأكد من انه قام بواجبه تجاه طلابه. الطبيب ان لا يكتب وصفة او يطلب فحص مختبر او صورة اشعة قبل فحصها للتأكد من ان ذلك في صالح المريض وليس في صالح الصيدليات او شركات الادوية او مختبرات التحليلات الطبية او طبيب الاشعة.
المهندس الا يعطي شهادة اشراف على البناء قبل فحصها للتأكد أنه قام بالفعل بالاشراف على عمل المقاول.اللجان التي ترسل الطلبة في بعثات للخارج والداخل ان تفحص للتأكد من ان من ارسلتهم هم من يستحقون ذلك وليس لأنهم الاقارب والمحاسيب والراشين اوبهدف التقرب الى اولي الامر.
الصحفيون ان يفحصوا تقاريرهم بمنظار الحقيقة قبل نشرها في سبيل سبق صحفي .
كثير غير هؤلاء بحاجة ان يعدونا ان يفحصوا.
اخطر من مرض السرطان هذه الامراض التي تصيب الضمائر.بل هي انواع متعددة من السرطان تفتك بالمجتمع وتفقدة قيمه وتعاونه وتعاطفه وتحوله من جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم الى اجساد متناحرة ينهش كل منها باقي الاجساد.
فعدوني ان تفحصوا وانا اعدكم ان افحص لأن الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى