تَقييم المَسؤول في الميدان

تَقييم المَسؤول في الميدان
سلامة الدرعاوي

لعل ابرز مُطالبات الفعاليات الاقتصاديّة من الحُكومة هو موضوع الشراكة بين القطاعين وليس المقصود هُنا التشاور التشريعيّ فقط، وإنّما أيضاً يمتد إلى التواصل العملي مع القطاعات المُختلفة واللقاءات الميدانيّة التي تجسر الفجوة بين المسؤول والمواطن.
غياب كثير من المسؤولين عن العمل الميدانيّ يخلق فَجوة بين الشّارع والحُكومة، ويؤدي إلى اِغتراب في المشاريع التي تُطرَح لِخدمة المواطنين، لأن أساسها يجب أن يكون نابعاً من حاجة الشّارع لِتلك المَشاريع.
المجتمع بحاجة ماسة إلى التواصل مع الحُكومة لعدة أسباب، فالاحتياجات باتت مُتنوعة ولا يمكن أن تنحصر في شكل واحد من الخدمات، لذلك لا بد من التواصل بين الفعاليات الرسميّة والأهليّة لِمُناقشة تلك الاحتياجات بشكل مُستمر.
كما أن تطوّر الموازنة العامة التي باتت مشاريعها تطال كُلّ المُحافظات تحتاج هي الأخرى إلى مَعرفة الاحتياجات التنمويّة التي تَفتقدها المُحافظات.
التواصل بين المسؤولين والمواطنين مسألة في غاية من الأهمية، فالمسؤول في النهاية خادم لهذا الشعب، وعدم التواصل معه ميدانيّاً يعني انه في حالة ترفع عن خدمته، وهو غير مقبول.
التوجيهات الملكيّة الأخيرة للحُكومة بضرورة العمل الميدانيّ لوزرائها ولقاء أبناء المُحافظات والتواصل معهم، امر يأتي لإدراك صانع القرار في الدولة بانه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح وتنميّة دون مُشاركة الوزراء والمسؤولين للمواطنين في مشاكلهم والتعرّف على احتياجاتهم عن كَثب.
اللقاء بالمواطنين بالميدان يوفر الكثير من الهدر الماليّ الذي قامت به الحُكومات في السنوات الماضيّة بِوضعها خططاً وبرامج تنمويّة ومشاريع ثبت بعد فترة فشلها بسبب عدم توافقها مع احتياجات المُحافظات، مما تسبب بإهدار المال وضياعه.
اللقاءات الميدانيّة تقرّب الوزراء والمسؤولين من الواقع الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمواطنين في مُختلف محافظات المملكة، فكثيرا ما كان المواطنون يشكون من تغيّب المسؤولين عن لقاءاتهم والاستماع لِمَطالبهم.
اللقاءات المتواصلة بين المسؤولين والمواطنين تجعل من الحكومة قادرة اكثر وبعمق على تفهّم تفاصيل الاحتياجات للمواطنين، وبناءً على توفّر الموارد الماليّة تُقدم الحُكومة على تبويب مشاريعها في موازنتها وفق ما هو متوفّر وبين ما هو واقعي ومُلِح تنمويّاً، وبالتالي تتجنب الوعود التي ملّ منها المواطن، فالتواصل بين المسؤولين والمواطنين يقطع شوطاً كبيراً في التنميّة ويجسر الهوة بين الجانبين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى