تفاؤل
م. رنا محمد خير
عندما يتوقف الزمان
وتفقد المكان
لتبدأ خطواتك الأولى في طريقك الجديد
ربما اختاره الله لك
وربما هي الأقدار تسوقك إليه
فتقف على سفح ذلك الجبل البعيد
لتنظر إلى ذاك الكوخ الصغير البعيد
وتتأمل كل التفاصيل
التي صاغها وخطها القدر
ومرت حياتك كما باقي البشر
عين الله ترعى وتراقب
وأنت دوما تخطو الخطى بحذر
متسائلا: هل هو هذا الطريق .. أم ذاك ..
أو أنه .. ربما هناك ..
وتحلق بعيدا لتشعر أنك اليوم فقط ولأول مرة في حياتك كنت حرا
لأول مرة تجد (نفسك) التي تاهت منذ زمن بعيد
ولأول مرة فقط تكون (أنت) .. وتولد من جديد
أنت ) الذي مات أو ربما ضاع وسط الزحام)
ضاع وتاه بين الأنام
موجود بلا وجود
وأحلامك وطموحاتك تتخطى كل الحدود
فهل يا نفس قد آن الأوان
ليحيى من جديد ذلك الإنسان
ويكون شروق الشمس اليوم مختلفا عن كل يوم
فلا ألم ولا أحزان ولا عتاب ولا لوم
كن على طبيعتك كما تحب كما تشاء
ما دمت حرا ترنو بأمل وتفكر نحو السماء
أطلق العنان لذلك الطفل الصغير في داخلك
واسمح له اليوم أن يجري ويضحك ويلعب ويقفز
امسح دموعك وانهض
واسمح لروحك أن تحلق وتطير وتسعد
خلقنا متميزين
وسنبقى متميزين دوما
لأن الله أراد
ولأننا خلقنا لنعمر الكون
ونترك لنا بصمة وأثرا في هذه الحياة
استمتع اليوم بكل ما تملك
بكل رائحة عطرة وجمال ولون
استمتع بكل نعمة مهما تضاءلت وصغرت
لأنك تملك الكثير
ويمكنك أن تهب الكثير .. فلا تبخل
ابتسم وتفاءل
لأن خالق الكون عادل
