تصفية حسابات / ميس داغر

تصفية حسابات

– تخيّل أنّني كنتُ متاحاً للدردشة الإلكترونية الشهر الفائت ليلاً نهارا، وكان هو متاحاً ثلاث أو أربع مرات، مع هذا كان في كل مرة يتجاهل وجودي!
= منذ أيام الدراسة أنتما مثلُ الماء والزيت، لا تتآلفان.
– لكنّ محسوبك ردّ له الصاع صاعين. فبعد هذا، قمت بوسم جميع الأصدقاء على صورة الدولفين المُعجزة، وتجاهلته.
= أوف! وقدُرت نفسك على فِعل هذا؟
– هو الذي بدأ، والبادىءُ أظلم. أتصدّق أنه حذفني قبل أيام من قائمة أصدقائه؟
= يا إلهي! أتساءل الآن بقلقٍ عن مستقبل العلاقة بينكما في تويتر..
– لا تسأل، منذ اللحظة الأولى لا نقرب بعضنا بعضا في تويتر.
= ولماذا أضفتما بعضكما أصدقاءً هناك أيضا؟
– أجُننت؟ بيننا ثلاثون صديقاً مشتركا، ألا ترى أنه من المعيب بحق كلينا ألاّ نضيف بعضنا بعضا؟!
***
= هل سمعت عن حرب الشوارع المحتدمة في سناب شات؟
– أخبرني الجيران بهذا. أنا لا أدخل إلى حسابي في سناب شات.
= لماذا؟
– الأنذال من جماعة أبو خوصة يتربصون بي هناك. أنت تعرف، بيننا ثارات قديمة.
= إذن أغلق حسابك في وجوههم وردّ كيدهم إلى نحورهم.
– لا، أفضّل أن أبقيه شوكةً في حلوقهم.
***
– جميلٌ أنني التقيتك وجهاً لوجه. أريد أن أسألك وتجيبني بصراحة: لماذا حذفتني من قائمة أصدقائك في الفيسبوك؟
 هل تعلم أنني ومنذ أشهر أحمل همّ هذه اللحظة التي ستسألني فيها؟ أنت لا تدرك كم أنّبني ضميري بعدما حذفتك. أتعتقد أنّي نسيت عهد التآخي الذي قطعناه على أنفسنا أيام المنتديات؟
– !!… ولماذا حذفتني إذن؟
 أنت تعلم حجم معزّتك في قلبي، لكن يا صديقي ورفيقي وأخي الذي لم تلدهُ أمي، أرجو أن يتسع صدرك لما أقول: كان هُراؤك في الفيسبوك يمغصُني.
– لم أنتبه إلى هذا!! جيّد أنك نبّهتني. بل أشكرك على أنك نبّهتني.
 بما أنّ صدرك اتسع لمبرري، أودّ التكفير عن خطئي بحقك، أتراك ستقبل صداقتي لو أنني أعيد إضافتك؟
– أنت بالتأكيد تمزح.
 لا والله، إني لا أمزح. أستحلفك بأيام المنتديات الجميلة أن تقبل إضافتي لك للمرة الثانية.
– ولماذا ستضيفني مرة ثانية إذا كان هُرائي يمغصُك؟
 عندما حذفتُك في المرة الأولى لم يكن الفيسبوك أيامها قد طوّر خاصيّة ال Unfollow

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى