ترهل إداري في جامعة آل البيت / عبد الله سمارة الزعبي

جامعة آل البيت بين الترهل الإداري والإستهتار بالطلبة

نصف ساعة مضت وأنت تحمل في يدك ورقة ‘الدور’ وتنتظر أن ينادى على رقمك في مقر القبول والتسجيل دون جدوى..
تفاجأ بأن نظام الدور الآلي موضوع ليقال أنه ‘موضوع’ ليس إلا!
تذهب فتصطف ضمن طابور آخره إلتزام وأوله فوضى لتقف نحوا من ساعة وأنت تراقب الوقت علك تدرك مبتغاك قبل إنتهاء الدوام الرسمي..
تصل بعد عناء إلى نافذة الموظف فتطلب منه إبراء ذمتك ليتسنى لك دفع المستحقات المالية للجامعة ليفاجأك بأن هذه المعاملة محصورة بيد موظف وحيد هو في الأثناء في إجتماع برئاسة الجامعة..
تذهب مهرولا إلى الرئاسة، يعترضك الأمن الجامعي على البوابة ويحاول منعك من مقابلة الرئيس ويتعالى الصراخ فيتدخل المكتب الرئاسي طالبا من الموظف مغادرة الإجتماع للقيام بأعماله، فيغادر الموظف الإجتماع ويتم لك المعاملة لتجد بوابة الدائرة المالية قد أقفلت مع أن الساعة لم تجاوز الواحدة والربع ظهرا!
تحاول عابثا أن يجيبك أي من الموظفين الجالسين أمام ناظريك، في النهاية يخبرك أحدهم أن النظام المالي يقفل في الساعة الواحدة وعليك أن تعود من الغد لإستكمال بقية الإجراءات..
ترجع إلى مدينتك التي تبعد 40 كيلومترا صفر اليدين، ثم تعود من الغد إليهم، فتجد ذات الطابور، ويتكرر ذات المشهد لتصل لقابض الرسوم فيطلب منك خمسا واربعين ديناراً، تسلمه خمسين، فيعيد لك خمسا، ويسلمك وصلا مالياً ويطلب إليك تسليمه لموظف آخر لإستكمال ابراء ذمتك..
ويتكرر المشهد مرة ثالثة، وبعد أن تصل للموظف يأخذ منك الوصل المالي ويطلب إليك العودة من الغد لإستلام شهاداتك..
يتكرر مشهد الخيبة مرة ثالثة، وتعاود القدوم من الغد مستبشرا بختام مراحلك المارثونية بين المباني المترامية الأطراف، يتكرر مشهد الطابور للمرة الرابعة وبعد أن تصل للموظف الذي طلب إليك العودة من الغد يسلمك مجموعة من الأوراق لتبحث عن اسمك بينها، تبحث وتبحث وتبحث دون فائدة..
تسأله فيجيبك بفوقية ‘الأوراق تبعات الصبح هون، ما إلك اسم لبكرة ‘ وبعد تأكيدك وقسمك المغلظ أنك لم تسلمه أوراقك منذ الصباح فحسب، بل منذ أمس، وتوسلك إليه أن يبحث عن الخلل تكرما وتفضلا، تتفاجأ بأن الجامعة لها في ذمتك دينارين، وأنه يبرر ذلك بأنك يفترض بك أن تعرف مقدار رسوم إبراء الذمة لا المحاسب!
تجيبه بوجع: هل أنا من تظهر لي الشاشة أم الموظف المسؤول!
يطلب إليك العودة من الغد والسير بالإجراءات مرة أخرى وتكرار المشاهد ذاتها من جديد..
تغادر من عنده إلى مدير القبول والتسجيل ثم إلى مدير الدائرة المالية ثم إلى مكتب الرئيس والجميع ليس بيده حل لأمرك لأن النظام أقفل، ولا أحد يبدي استعداده أن يحاسب الموظف على استهتاره أو فوقيته..
*هذه الحالة من حالات عديدة في الجامعة، وإذا كان سيد البلاد قد طلب إلى الوزراء النزول إلى الميدان لمتابعة قضايا الناس، فالأحرى برئيس الجامعة أن ينزل لمبنى القبول والتسجيل الذي لا يبعد عن مكتبه خمسمائة متر، لمتابعة قضايا الطلبة، وأن يصلح النظام المالي ليغدو مشابها لما في بقية الجامعات الحكومية في المملكة عوضاً عن حالة التسيب الظاهرة..
**منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي وأنا أسير بمعاملة براءة الذمة..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى