“ترامبونا” جرعة سحرية أذهبت الفايروس القاتل عن الرئيس الأمريكي/ ديما الرجبي

اربعة أيام أو أقل تعافى الرئيس الأمريكي من اصابته بفايروس كورونا “القاتل”، كان يكفي أن يذهب الرئيس الأمريكي بطائرته العسكرية إلى مستشفى والتر ريد العسكري ليحظى بخليط عجائبي يستطيع
“تنشيف” الفايروس وقتله وبكلفة لا تتجاوز ال 100 الف دولار.
هذه الجرعة التي تناولها ترامب من الأجسام المضادة قيد التجربة والتي صنفت “بالواعدة” انقذت كبريائه خاصة أنه ينظر للمرض كنقطة “ضعف” كما صرحت ابنة اخاه للغارديان نيوز، بينما يحصد كورونا الاف الارواح ويصيب ملايين الناس ويخلف كوراث اقتصادية قضت على الطبقة الوسطى وسحقت الطبقة الفقيرة يجد ترامب وغيره من أصحاب الملايين أو الملايير إن صح التعبير أن الاصابة بهذا المرض لن تكلفهم سوى بضعة دولارات ربما يقيدونها على حساب خزينة الدولة ، ورغم أن بوريس جونسون اصيب بذات الفايروس الا أنه تعافى بالوقت الزمني الذي يتعافى به اي مصاب من عامة الشعب وهو ما يجعلنا نتسائل عن مدى عدالة هذه الدولة الامريكية التي تهيمن على كل شيء حتى “العِقارات” الواعدة؟
يقول احد اساتذة الطب في جامعة جورج واشنطن بأن ترامب المريض الوحيد الذي تلقى هذا الدواء على وجه الكون وأن هذه التركيبة ليست بمتناول الامريكيين .
فإذا كان هناك دواء واعد يتم اختباره إلى حين الوثوق في نتائجه لماذا لا تتوجه الدول بطلب تجربته على مرضى كورونا ؟، لا ندعي العلم في ما يخص الادوية التي تعالج الأوبئة ولكن وبناءً على ما يتم تداوله والتصريح به من قبل وزارات الصحة في شتى انحاء العالم حول علاج مرضى كورونا بدواء يسمى “ديكسا ميثازون” لإضعاف الفايروس رغم ما يحمله من اعراض جانبية قد تصيب المرضى مستقبلاً فلماذا لا يتم التوجه لتجربة دواء صنع لمحاربة هذا الفايروس وعمل دراسات حيوية في كل دولة لحصد النتائج لإنقاذ ما أمكن من الحالات الصعبة ؟
الم يصل العالم الى قرار توحيد المعايير والاجراءات لمكافحة كورونا في ظل هذه الأزمة الجنونية التي ضربت جميع مفاصل الدول ؟
الا يحق للشعوب التمتع بامتيازات رئيس البيت الأبيض ؟ أم أن حق الحياة والعلاج مرتبط بمدى قوة الدولة ورئيسها ؟
كورونا يتفشى منذ ما يقارب العام ويعيث في الارواح قتلاً وبالصحة اتلافاً وبالأنفس رعباً ورئيس الولايات المتحدة يأخذ جرعة “ترامبونا” وهي استعارة تمزج بين _ ترامب وكورونا_ سحرية ويعيد استئناف مناظرته مع منافسه في الانتخابات ويدعو شعبه للخروج وتحدي كورونا والدواء الذي يحارب الفايروس خصص فقط للرئيس؟!
ترامب المحظوظ ما زال كالمارد الذي يقف على قمة العالم مستمراً ماحقاً كل ما يعترض طريقه حتى “كورونا” ولا تعني التحليلات حول اصابة الرئيس وشفاءه شيئاً لأن واقع الحال يقول لو كانت مسرحية لكسب تعاطف المنتخبين أو غيرها فما زال يقف أمام الجميع ويحظى بما لا يحظى به غيره ويعقد الصفقات ويبيع ويشتري بالمزادات العربية ويقلل من شأن كل أمر دونه .
ربما حكم على الدول الشرق اوسطية الضعيفة أن تتحمل تبعات معارك الدول الماردة بتصدير الضعف والتقصير الى شعوبها التي تتكبد الفواتير المكلفة ذاتها كل مرة .
من يرغب في تجربة هذا العقار يجب أن يتمتع بكرسي البيت الأبيض .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى