تبرع بالأعضاء / رامي علاونة

تبرع بالأعضاء

كان يهم بالخروج من المستشفى عندما وقعت عيناه على “بانر” يدعو الى التبرع بالأعضاء.

توقف فجأة وطلب من ابنه ان يسبقه.
الأبن: خير يا حجي؟
الحجي: روح شَغّل السيڤيا و استنّاني.
الإبن: زي ما بدك يا حجي. بس تتأخرش، بدي الحق اروح عالمدينة الصناعية.
الحجي: ما عليك، خمس دقايق و باجيك.

هنا يرجع الحجي الى عيادة الطبيب… قوّك يا دكتور!
الدكتور: هلا يا حجي! خير ان شالله، ليش رجعت؟
الحجي: بدي اتبرع بالاعضاء.
الدكتور: من كل عقلك يا حجي؟!
الحجي: آه من كل عقلي.
الدكتور: وَحّد الله يا حجي! شو اعضاء و ما اعضاء؟! صارلك 10 سنين بتراجعني وبعرف وضعك الصحي. فيش عندك اشي بصلح للتبرع!
الحجي: ماليش دخل! كل اللي بعرفه انه لازم اقدم خدمة لوطني قبل ما ربنا يوخذ وداعته و ما فيش اشي بقدر عليه غير التبرع بالأعضاء.
الدكتور: مشكور على هالشعور النبيل يا حجي. بس انت ما قصّرت مع وطنك… قضيت نص عمرك بالجيش و هاي لحالها بتكفي.
الحجي: لا، ما بتكفي. بدي اتبرع بالأعضاء.
الدكتور: شو بشتغلوا اولادك ياحجي؟
الحجي: الكبير، محمد عقيد طيار بسلاح الجو، الوسطاني، احمد، مقدم صيدلاني، زميلك بالخدمات الطبية، الزغير، علي، ملازم بالدرك. والبنات الخمسة كلهن معلمات بالتربية.
الدكتور: ما شاء الله عليك وعليهم! شو بدك اكثر من هيك خدمة للوطن؟! ربّيتهم و علّمتهم و هيهم كلهم بخدموا بهالوطن. فيش اكثر من هيك خدمة!
الحجي: لا، لا في اكثر من هيك….بدي اتبرع بالأعضاء.
الدكتور: بعدين مع هالأعضاء يا حجي؟! قول و غيّر!
الحجي: مش مغيّر! بدي اتبرع بالأعضاء.
الدكتور: والله ما بتزبط يا حجي! هاي اضبارتك قدامي. شو الأعضاء اللي بدك تتبرع فيها؟؟؟!!!
الحجي: سجل عندك يا دكتور:

– اعضاء مجلس الوزراء
– اعضاء مجلس النواب
– اعضاء مجلس الاعيان

وفوق البيعة…اعضاء المجالس المحلية.

الدكتور: ههههه! يجازي بلايشك يا حجي! وشو بفيدوا الوطن هذول؟! لو تتبرع بوحدة من كلاويك المعطوبة أحسن!