بيع بسعر بخس

بيع بسعر بخس
جروان المعاني

(ببيع امه بعشر دنانير) هكذا سمعت احدهم يتحدث لأخر عن شاب ثالث، اضحكتني هذه العبارة، حيث تزامنت مع مشاهدتي لفيديو منقول عن احدى محطات التلفزة الفلسطينية وهو يتحدث عن طلاق مالك موقع الامازون الذي وافق على طلاق زوجته مقابل 66 مليار دولار ثم يقارن مواقف العرب الذين وافقوا على صفقة القرن مقابل 50 مليار دولار توزع على دول المنطقة .!
متردد كثيرا في كتابة مقالي لهذا اليوم، فما بين شعوري بالرضا على عملية دهس الصهاينة وحزني على استشهاد ثلاثة من الشباب الثائر بفلسطين اسكن، ما بين حزني وغضبي على حريق سقف السيل وما قد يليه من خطوات تغير ملامحه وما بين تخوفي من المنخفض القادم وغرق السيل مرة اخرى، كثيرة جدا هي اسباب ترددي لعل اهونها ضعف الحيلة وعدم القدرة على تغيير الواقع .
كثيرون هم من يعتمدون الايجابية في النظر الى الامور والتعامل مع معطيات حياتنا اليومية ولكن يصدمنا الواقع بحوادث تدفعنا للميل نحو السلبية، فها هو شاب يبلغ من العمر 16 عاماً يقوم بضرب أمه فتخرج الام من المنزل والاب لا يفعل شيئاً، وفي مكان اخر مجموعة نسوة يجتمعن متعاتبات لأنهن لم يخبرن بعض عن حفلة وائل جسار وسيرين عبدالنور الاسبوع المقبل حيث نفذت التذاكر مع انه التذكرة تجاوز ثمنها 300 دولار.! نعم، من حق النسوة ان يحضرن الحفل مادام لديهن القدرة على شراء التذاكر، وليس من حقي ان اذكرهن بأن هناك مئات النسوة الباكيات على اطفالهن لعدم قدرتهن على شراء الكاز لتدفئتهم.
ربما اكون من اكثر الناس حماسة للتمازج والتلاقح بين ثقافات العالم، حتى انني اصل في الغلو بانه يجب احراق كثير من الكتب التي شكلت افكارنا حول نظرتنا الى الاخر والى حضارات الامم، بل اني اطالب بإيقاف مؤقت لمعارض الكتب التي نراها يوميا على امتداد مناطق (الوطن العربي) والتوقف عن القراءة مرحليا حتى لا تتلوث افكار اولادنا من نوعية الروايات الهابطة التي تغرقهم في الجنس فاخر ثلاث روايات حصلت عليهن في الاردن تخجل من نفسك وانت تقرأ فيها من تدني الالفاظ وكثرة المباشرة في تصوير المرأة بانها عبارة عن جسد مفاتنه تغير ملامح الدول .!
ادري بان الدعوة للمثالية امر ممجوج، لكن الاسفاف ممجوج اكثر، فاذا كان الشاب قد تحدث عن بيع امه مقابل عشرة دنانير فان هناك من يبيعون الاوطان ويحطمونها مقابل الكرس، وهناك من هو مستعد لبيع امه مقابل عشرة قروش، ويبقى السؤال لماذا أوصلت الام نفسها الى هذا الحد ..!
في الختام لست ادري ان كان هناك جدوى من الكتابة عن اي شيء ومع اني لا اكترث كثيرا للأماكن لأنني يهمني الانسان اكثر فاني ارجو ان يحتفظ سقف السيل بشكله وان لا يكون هناك مخططاً لتغيير وجه جبل اللويبدة ووسط البلد من اجل القرش..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى