ايران خطر قائم ولا ينتهي
وصفي خليف الدعجة
ايران لن تهدأ ولن يرتاح لها بال أو تفكير الا عندما ترى الفوضى تعم الاردن وما يجري في سوريا ينتقل إلى الاردن” لا قدر الله ” وقد
قلت هذا الشيء مرارا وتكرارا وحذرت من مخططاتها على العرب والأردن ، ولا زلت اقوم بالتحذير و مصر كل الاصرار على أن ايران بلد الشر الأول في العالم وهي تريد بأي طريقة محاصرة السعودية “أرض الحرمين “من كل الجهات، وقد استطاعت تحقيق ذلك في العراق وسوريا واليمن وتنظر بعينها الشريرة إلى الاردن من اجل السيطرة علي القرار الأردني كما سيطرت على القرار السوري والعراقي واليمني.
أن نوايا ايران الحقيقية من وراء ضخ المقاتلين والأموال إلى سوريا ليس كما يعتقد البعض من انها تريد إنقاذ النظام السوري من السقوط وإنما من أجل احتلال الأراضي السورية واخضاعها لسيادتها بالكامل فهي صاحبة مشروع توسعي واحتلالي للمنطقة ولعل ما يقوم به قاسم سليماني رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني و الحاكم الفعلى لسوريا من إنشاء ميليشيات شيعية متعددة القوميات في سوريا “لبنانية ،افغانية ،باكستانية ، عراقية” أكبر دليل على نوايا ايران التوسعية .
قاسم سليماني المندوب السامي الإيراني على سوريا يعمل على بناء البنية التحتية للقواعد الإيرانية في سوريا بعيدا عن الاضواء مستغلا متابعة العرب الشيقة لما يدور من حروب ومعارك بين الفصائل المختلفة في سوريا و على تنظيم الدولة الذي أصبح ضعيف للغاية بعد الضربات العديدة التي وجهت له من القوات الروسية والذي أصبح لا يشكل تهديد حقيقي على اي احد حسب رأي كثير من المراقبين والمحلليين العسكريين.
أصبحت ايران قريبة جدا من الاردن وهذا الشيء يجب أن يكون الباعث على الشعور بالخطر عند القادة الأمنيين بالاردن ويجب أن يضج مضاجعهما ويمنعهم من النوم ويدفعهم إلى اتخاذ تدابير وقائية وإجراءات احترازية وعدم الاطمئنان للموقف الروسي بذلك ، فليس الخوف هنا من حرب مباشرة على الحدود ولكن الخوف من استغلالها لأي طارئ يحدث بالأردن سواء حدث بشكل عفوي أو أن يكون مدبر له بالخفاء.
لقد ثبت للجميع مقدار دموية واجرام الإيرانيين وفصائلهم مع الشعبين العراقي والسوري ومقدار وحشيتهم في التعامل مع شعوب هذه الدول العربية التي لم تؤذي اي أحد ولم تؤذي سكان طهران او خرسان وعلى الجميع أن يتنبه لهذا الخطر المحدق بالجميع و الذي أصبح يداهم البلدان العربية التي تقع فريسة لمخططاته ومخططات دولة الصهاينة في فلسطين …ولمن لا ينظر إلى العدو الإيراني والإسرائيلي بنفس النظرة وعلى أنهم أعداء العرب الأوائل وأسباب كل شر أصاب البلدان العربية فهو ” منهم “أن كان من العرب ، وأن كان من غير العرب فأتمنى عليه أن يستوعب أن العرب لا يشكلون خطرا على اي احد وهم يحبون السلام مع الجميع بلا استثناء….فالعرب لم يحتلوا مترا واحدا من اي احد ولم يسرقوا اي مال من اي أحد ، ولم يقتلوا اي احد.
التاريخ القريب يثبت أن البلدان العربية الرسمية ” بملوكها ورؤسائها” لم يعلنوا الحرب على اي احد ولم يهدودوا استقرار اي احد وليس لنا كشعوب عربية وأنظمة تابعة للأمم المتحدة وملتزمة بالقانون الدولي اي علاقة من قريب أو بعيد بالتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرها بل امريكا الشمالية اي الولايات المتحدة هي من قامت بتشكيل تنظيم القاعدة في أفغانستان من أجل محاربة الروس وإنهاء الاتحاد السوفييتي ثم “انقلب السحر على الساحر” و لا يخفى على أحد أن لأمريكا مع اسرائيل دور كبير في إنهاء حكم الشاه في ايران وبالتعاون والتنسيق مع الشيعة بالداخل والذين يشكلون الغالبية العظمى من عدد سكان ايران والهدف من وراء ذلك تسليم (الخميني )مقاليد السلطة فيها وقد نجحوا نجاحا باهرا في ذلك وانتهى حكم الشاه ، وحقق لهم هذا الشيء كل ما كانوا يريدونه ويخططون له وبالخصوص لدولة اسرائيل التي وجدت اخيرا من يكره العرب مثلها ويتمنى لهم الموت واستطاعت أن تفرض كل شروطها على الخميني في فرنسا قبل توليه الحكم وهي كذلك من أعطته الأوامر فيما بعد من أجل تصدير ثورته إلى العراق زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اوائل الثمانيات وكان نتيجة ذلك حرب استمرت بين الطرفين لمدة ثمانية سنوات ومختصر القول أن ايران مجرد دمية بيد اسرائيل تحركها كيفما شاءت وبالاتجاه الذي تريده .
على الاردن أن يتحرك سريعا في ضوء ما تقدم أن أراد النجاة من المخططات الإسرائيلية الايرانية وأن لا يركن على أحد وعلى أمريكا بالذات ، فهي من اسقطت العراق بيد ايران وهي حليف قوي للعصابات التي اغتصبت فلسطين من العرب والتي لا يمكن أن ترفض لها طلبا ولعل موقفها من كل الملفات العربية- الإسرائيلية خير دليل على ذلك .
الاردن العظيم يمر بمرحلة تاريخية خطيرة في هذه الاثناء فالاعداء من كل صوب واتجاه وهم يشهرون عليه أسلحتهم وبنادقهم ويريدون رميه بالرصاص والقضاء عليه بأي شكل من الأشكال ، ولو أن نواياهم طيبة و غير خبيثة لقاموا بمساعدته ومد يد العون له ونجدته من الورطات الكثيرة التي وقع بها بسببهم وبسبب قلة الوفاء من القريب قبل البعيد. فالاردن لم يقصر مع أحد في محنته ولم يتآمر على اي أحد بل كان نصير العرب والقضايا العربية في شتى أنحاء العالم وإسرائيل اول من تعرف ذلك وتعرف أن الاردن شوكة عصية في حلق مخططاتها التي تستهدف كل البلدان العربية وتعرف ان الاردن عقبة حصينة و منيعة في وجه غطرستها ولديها شكوك تصل إلى ٩٩% أن هزيمتها النكراء ستكون على هذه الارض التي أنجبت خير اجناد الارض و لن تمر على الأردن وأجهزته الأمنية كل المخططات الإيرانية التي تهدف إلى محاولة إقحام الاردن بالصراع الواقع في سوريا ونقل العدوى اليه واعتقد ان ايران وحزب الله يقفون وراء إخراج النازحيين السوريين من قراهم واماكن سكناهم الى الاردن وتركيا ولبنان من اجل تغيير الطبيعة الطبوغرافية للسكان لتميل لمصلحة الشيعة على حساب السنه.