انتصر الذيبات على نقابة المعلمين وخسرت الحكومة معركة تعديلات المناهج / فاخر دعاس

نعم استطاع الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية أن ينتصر على نقابة المعلمين بـ “النقاط”. فاستخدام المعلمين لسلاح الدين في مواجهة تعديل المناهج، سهّل من مهمة الذنيبات حيث استخدم ذات السلاح في الرد على المعلمين. ويُعرف عن الدنيبات استمتاعه في استخدام هذا السلاح، بل ويعتبره ملعبه الرئيسي.

الذنيبات الذي تم إقصاؤه” عن ملف تعديل المناهج، بعد أن كان عقبة في وجه تعديلات جذرية كانت ستطالها لاحقاً-وذلك بعكس ما يعتقد البعض-، عاد إلى هذا الملف بقوة بعد احتجاجات واسعة من قبل المعلمين ونشطاء التواصل الاجتماعي وكادت المور أن تفلت من يد الحكومة.

استنجاد الحكومة بالذنيبات يأتي بمثابة إعلان رسمي عن التراجع في ملف تعديلات المناهج خطوة إلى الوراء، لإعادة قراءة الشارع العام، وتقييمه ومن ثم البحث عن مخارج لتمرير التعديلات. هذا التراجع بدأت أولى ملامحه بمقال لفهد الخيطان يشير فيه إلى “تسرع في إقرار التعديلات .. قبل أن تنهي اللجنة الملكية لتنمية الموارد البشرية مهامها واستراتيجيتها لتطوير التعليم”، لافتاً إلى أنه كان “ينبغي على الحكومة والمعنيين في وزارة التربية والتعليم، الامتناع تماما عن إجراء أي تعديل على المناهج لحين إقرار الاستراتيجية”.

المؤتمر الصحفي لوزير التربية كان بمثابة الإعلان الرسمي عن فشل “الهجمة الليبرالية على المناهج”، ابتداءً بالخطاب الديني الذي استخدمه الذنيبات، مروراً بالحجج والبراهين “الدينية” التي واجه بها منتقدي التعديلات، وانتهاءً بالتملص من تصريحات نائب رئيس الوزراء الدكتور جواد العناني والتي أشار فيها إلى أن التعديلات تأتي لتخفيف التطرف في المناهج المدرسية، حيث اعتبر الذنيبات تصريحات نائب رئيس الوزراء العناني “رأي شخصي ولا يمثل الحكومة”. وكان مسك ختام هذا الفشل الحكومي كتاباً وجهه الوزير الذنيبات يوم أمس الأربعاء إلى إدارات المدارس بتقديم مقترحاتهم وآرائهم حول التعديلات الأخيرة على الكتب المدرسية كونها “طبعة تجريبية”.

مقالات ذات صلة

نعم نجح الذنيبات في التصدي لـ “غزوة المعلمين” وقابل الآية بالآية والحديث النبوي بالحديث النبوي والدعاء بالدعاء، بل وصورة الحجاب بصورة حجاب. ولكن الثمن كان بتأجيل “لهجمة الليبرالية الرسمية” على المناهج أو على الأقل كبح جماح تسارعها.

ويبقى الأهم، أن التعديلات التي طالت الجانب الأكاديمي والتعليمي في المناهج والكتب، بقيت خارج ثنائية النقابة-الحكومة، واستطاعت الحكومة تمريرها بـ “سلام” رغم ما تحمله من خطورة على العملية التعليمية وتحصيل الطلبة، تماماً كما مرت التعديلات على القضية الفلسطينية والموقف من الكيان الصهيوني، والتي ظل الاعتراض عليها خجولاً من قبل المعلمين ونقابتهم. #وللحديث_بقية

فاخر الدعاس / منسق حملة “ذبحتونا”
6 تشرين أول 2016

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى