انتخابات 2024 النيابية و الهوية الاردنية

#انتخابات_2024 #النيابية و #الهوية_الاردنية

د. #عبدالفتاح_طوقان
تحت شعار ” الهوية الاردنية” يجب ان تكون انتخابات مجلس النواب لعام 2024 وذلك حتى نقضي علي تدابير وارهاصات الوطن و النظام البديل ، وحتى نظل اوفياء في تصورنا الشمولي لتدبير الشأن الاردني العام الذي يعتبر
“الاردن للاردنيين ” وهو الشعار الذي رفعته خلال ترشحي في الثمانينات للانتخابات النيابية في الدائرة الثالثة بعمان العاصمة حيث ولدت 1958في جبل عمان ، او كما يطلق عليها دائرة الحيتان و لكن محور السياسات العمومية انذاك كانت تتجه الي “فلسطنة ” الدائرة وانجاح فلسطينيون لاجل “حقوقا كاذبة تدعي منقوصة” و عرجا علي رغبة الرئيس الامريكي الأسبق دونالد ريجان وتوصيات وزير خارجية امريكا كيسنجر تمهيدا لحل المشكلة الفلسطينية علي الارض الاردنية في مقابل الابقاء علي مؤسسة العرش، وتم ضرب الحائط بالرخاء الاجتماعي للاردنيين و تلاشت الغاية الفضلى لكل تدخل وطني باحث عن اعادة الارض لاهلها الاصليين وعشائرها والتي انتزعت منهم.

أن نجاح الاردن خلال الفترة المقبلة و مستقبل بقاؤه اردنيا مشروط بتحقيق “الهوية الاردنية ” والعدالة الاجتماعية للاردنيين والحفاظ على المكتسبات الاردنية والتي حققتها الاردن فيما يخص محاربة الفقر والهشاشة وتطوير الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل الكافية للاردنيين للحد من البطالة، خاصة في صفوف الشباب والفئات المهمشة من اصحاب الارض الاصليين اللذين استضافوا من كل صوب وجهة لاجئون فلسطينييون وسوريون وعراقيون
وأرمن و غيرهم…

أن تحقيق “الهوية الاردنية” التي فقدت نتيجة تداخلات عدة تناسى فيها بعض الفلسطينيين الكرم الاردني باستقبالهم و منحهم الجوازات و الجنسية المفترض انها المؤقتة ليتحولوا ضمن “منحه ملكية” اردنية الي شركاء في الادارة و الحكم في بلد ليس بلدهم ولا موطنهم الاصلي ومع الجيل الخامس من المواليد اعتقدوا خطاءا ان الاردن وطنهم و مسؤولية الحكومات الاردنية ارضائهم وتوظيفهم وحتى اقتسام مجالس النقابات و المؤسسات وكراسي الوزارة في الحكومات و السفارات في الخارج و امتد ذلك الي استهلاكات المياه التي بدأت تشح و الكهرباء ذات الكلف العالية و تقديم خدمات الي المخيمات و غيرها ، ولم تعد فلسطين في حساباتهم او مخيلتهم الا عند بعض منهم في حال اضراب او مظاهرات وهذا اضرار بفلسطين و بحق العودة قبل ان يمس حقوق الارنيين في وطنهم.

مقالات ذات صلة

“الهوية الاردنية” ضرورة لتحدد من هو الاردني والان يجب ان يحدد من هو الفلسطيني ؟ و لن يتأتى ذلك الا بإحداث قطائع في النسق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي حاولت قوى اذابته في بوتقة استعمارية تهدف الي دمج الاردني الفلسطيني في شعب واحد و انهاء فكرة حق العودة وحل القضية الفلسطينية علي حساب الاردن .و لعل اخطر ما يضر بالاردن الحديث عن ” الهوية الجامعة” والتي اساسها الاذابة الفلسطينية في الاردن.

برامج المرشحون في انتخابات 2024 يجب ان تؤكد علي حق الفلسطيني اللاجيء العودة الي وطنه ضمن اطار دولة فلسطينية ، ووضع حدود للتجاوزات والاحلام والمؤمرات التي تحاك ضد الاردن الدولة و العرش، ومن أهمها القطع مع مجتمع الامتيازات التي منحت تجاوزا للاجئين تولوا مناصب عدة مثل رئاسة الوزراء و النواب و الاعيان و غيرها و في تعدي واضح علي حقوق الاردنيون و الذي بات مجرد البوح بانه ” اردني” يصنف بانه اقليمي. الدولة الوحيدة التي يحارب فيها من يقول انه ابنها وانه اردني الهوي و الانتماء هي الاردن!!!!

المرحلة القادمة يحب ان تكون واضحة المعالم والانتقال إلى مجتمع تكافؤ الفرص للاردنيين وسمو القانون، وعودة الثقة في العمل العام لصالح الاردن اولا، وفي المناخ الاقتصادي الذي يحافظ علي بقاء النماء و الرخاء.

الوعي بالهوية الاردنية جيدا مع دقة المرحلة وتحديات المستقبل هو المطلب الرئيس من من سيستلم ادارة الفريق الحكومي الاردني المقبل بعد الانتخابات النيابية و الذي عليه الوفاء بالتزاماته والتفاعل الإيجابي مع انتظارات المواطنين والمواطنات الاردنيين -لا غيرهم – واعتمادا على مقاربة تشاركية مفتوحة أمام جميع الأطر و العشائر والكفاءات الاردنية ومن مختلف جهات المملكة الاردنية و قراها و محافظاتها و الويتها في واقع يراعي الهوية الاردنية الحقيقية لمختلف فئات الشعب الاردني ورغبتهم الأكيدة في الرقي والرفاه الاجتماعي والعيش الكريم.
الاردنيوين يتطلعون الي وضع حد للانتظارية القاتلة التي اتسمت بها الاقصائية للاردنيين و من يطالب بالهوية الاردنية، وإيقاف نزيف التراجعات لحساب تهجير جديد بعد حركة السابع من اكتوبر ودعوات مشبوهة لانتقال و توطين الفلسطنيون للاردن و سيناء ومنحهم المكتسبات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية….

إن خارطة الطريق للحفاظ علي الاردن “الشعب” والمملكة الاردنية ” الارض و الوطن للاردنيين ” وحفظ الحق الفلسطيني للفلسطيينين باقامة دولتهم علي الارض الفلسطينية المحررة و حسب القوانين الدولية لا تكون الا بالحفاظ علي “الهوية الاردنية” للاردنيين والهوية الفلسطينية للفلسطينين ، ولاسترجاع الثقة في العمل السياسي الاردني الجاد، وترسيخ البناء الديمقراطي، وتحقيق المطالب الوطنية في مختلف أبعادها في الاردن و فلسطين، وتوفير المناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتحقيق التنمية الشاملة تحت قيادة جلالة الملك

لا بد من الجهر فخرا بأن الاردن للاردنيين و غيرهم الاجلاء هم ضيوف قلوبنا معهم و صلواتنا لهم حتي عودتهم الي وطنهم المغتصب والسليب.
aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى