الوعد المكذوب

الوعد المكذوب
خوله كامل الكردي

صادف منذ يومين ذكرى وعد بلفور، ذالك الوعد الذي تعهدت به بريطانيا العظمى انذاك! وعلى لسان وزير خارجيتها ارثر بلفور بان تكون فلسطين وطن قومي لليهود المشتتين في العالم، ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية سارعت بريطانيا الى تنفيذ وعدها واحتلال فلسطين، وضربت بعرض الحائط وعدها الزائف للعرب بضمان حقوقهم وحصولهم على حريتهم!!
ان اوروبا وكعادتها لا تراع عهدا ولا وعدا، تسللت في جنح الظلام وغفلة من العرب وفرضت سيطرتها على الاراضي العربية، لتتقاسم بريطانيا وفرنسا وايطاليا النفوذ على كامل الوطن العربي. فالعجرفة البريطانية ظهرت بصورة جلية باعدام كافة تعهداتها التي قطعتها مع العرب، فورقة الاتفاق مع يهود العالم بمثابة مكسب كبير لها ولدول اوروبية عدة،باعتبار ثروات اليهود رصدت لمساعدة اوروبا بعد هزيمة المانيا.
وعليه تمر هذه الذكرى فتثير في القلب غصة، مازالت ماثلة حتى بعد مرور مئة عام، من وعد مخزي ونقطة سوداء على صحيفة مدعي الحرية والديمقراطية؟!
لن تمحو الايام ما اقترفته بريطانيا التي افلت شمسها من ذنب كبير، بدماء الاف الابرياء الذين سقطوا والى الان بسبب كلمة قدمتها ووعد مكذوب باقامة دولة اسرائيل، والى الان ترفض الاعتراف بخطئها التاريخي وتتهرب من مسؤوليتها التاريخية والسياسية والانسانية تجاه شعب وارض، وتتحاشى تقديم اعتذار لشعب رهنته الى مصير مجهول.
فالانسانية اصبحت في مهب الريح وقت ان قطع بلفور وعدا بتقديم فلسطين للحركة الصهيونية، وبالرغم من الرفض العربي والاسلامي والدولي، الا ان بريطانيا مضت في سياساتها التي سحقت حقوق الفلسطينيين والعرب، وادارت ظهرها لاتفاقات ابرمتها مع العرب في تحد صارخ للقيم والمبادئ الانسانية وحقوق الانسان. ان الشعوب الحر تابى على نفسها ان تكون في سلة واحدة مع من باعوا وتاجروا بارواح البشر وجعلوها وقودا لمصالحهم التوسعية……
وبعد سيبقى اهل فلسطين يناضلون لاجل حريتهم مثلهم مثل باقي شعوب العالم، ولن يضرهم اي تخاذل او تقاعس لنصرتهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى