المال العام وحرمة هدره !

#المال_العام وحرمة هدره !

#بسام_الياسين

الاجنحة المصنوعة من ريش مستعار،المثبتة بشمع رخو، لا تُحلق بعيداً، لانه سرعان ما يذوب مع اول خيط ضوء،يحمل في ثناياه حرارة الحقيقة.لذلك لا يكون الواقع واقعاً من غير نظام يظبطه وقوانين تشكمه،وعدالة يستظل المجتمع تحت افيائها.فالجهاز الاداري عنوان رقي الدولة،يتمثل هذا في حُسن سلوك القائمين عليه،و تمتعهم بالكفاءة،الخبرة والامانة.

هذا الامر لا يتم الا بأمرين :ـ قيادة حازمة تُحاسب #المسيئين في الجهاز وتكافئ #المبدعين.عندها،يطمئن #المجتمع ويشعر بالامن والامان على حقوقه،امواله،مستقبله.هذا لا يكون الا  بوجود قدوات طيبة، تمتاز بحسن الاخلاق وطيب الخصال ونُبل التعامل مع المراجعين،حيث قيل ان لم تكن قدوة فلا تكن عثرة.حينئذٍ تغلق المنافذ على الواسطات ،وتُسد السُبل على المحسوبيات،وخاصة المتسلقين.

بعيداً عن تهريج المتكسبين،وتملق الوصوليين،الذين يغنون في كل حفلة،ويرقصون على ايقاع كل طبلة،ان كانت فيها منفعة لهم.لذا فخلق الامانة،يدل دلالة قاطعة على تماسك المجتمع، وحرصه على بعضه،حيث يبقى المال العام، امانة في عنق المسؤول.اذ ان من بواعث القلق،الخصومات، ازدياد الجرائم،تراجع التعليم،اتساع دائرة الخيانه،” انتفاء الامانة “. بهذا المعنى الوظيفة امانة.فالموظف اما ان يكون، وفياً يبعث الثقة بين الناس كافة او بؤرة اذى لمجتمعه.في هذا يقول سيدنا محمد :ـ ” نفسك مطيتك فارفق بها “.

الادارة ليست مهمة فحسب بل هي اهم عناصر الدولة.هي الجهاز العصبي اليقظ والمحرك لكل الاجهزة،وصانعة الثقة بالمستقبل.فاذا ضُرب هذا العصب،فان جسد الدولة يُصاب بالعطب.فاذا خرجنا عن شماعة الرمز، ولم نتحايل على الواقع بلغة كليلة خوفاً،فمن الحكمة ان نقول :ـ الهدر في الانفاق، غير المبرر، اغرق الدولة بمديونية ضخمة، لا قِبَلَ للاجيال على المديات القريبة بسدادها.ونحن بحاجة الى مشاريع كبرى لا الى حفلات واحتفالات كبرى.

الملايين التي تُصرف هنا وهناك،وخاصة على حفلات الطرب التي لا تُطرب احداً تُولدَّ الغضب لدي ذوي الامعاء الخاوية،لو صُرفت هذه الاموال، على ارض الواقع لغيرته الى واقع افضل.لذا فان الانفاق خارج الانتاج،اسراف، والله لا يحب المُسرفين. نحن بجاجة الى مشاريع كبرى،لا الى حفلات كبرى حتى  تستقيم الامور لرفع منسوب التنمية، وتحسين المداخيل التي تآكلت واصبحت لا تساوي فتيلا .

قصة عابرة للازمنة،لا خير فينا ان لن نقلها،ولا خير فيكم ان لم تسمعوها :ـ ـ عندما استخلف عمر بن عبد العزيز،وفد عليه رهط  من الشعراء.كل واحد يطمح بعطية.فاذن من بينهم للشاعر جرير:ـ فانشد مادحاً مُبالغاً في مدحه .فقاطعه قائلاً :ـ اتق الله،وسأله ما حاجتك ياجرير فقال،انا ابن سبيل منقطع.فاعطاه مائة درهم من حر ماله وصرفه.عندما خرج، سأله الشعراء ما وراءك يا جرير. قال ما يسوؤكم. الخليفة حريص على بيت المسلمين، يمنح الفقراء ويمنع الشعراء.فانصرفوا قبل ان يصرفكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى