من اخطأ طريق غزة اخطأ الجنة

من اخطأ #طريق_غزة اخطأ #الجنة

#بسام_الياسين

#الشراع_العربي،يضرب ” خبط عشواء ” في ماء ضحلة. ربان اعمى وبوصلة معطلة، فيما الدفة تسمرت، واسطرلاب تحديد الجهات غاب عن الخدمة ،فلا هو يهتدي بالنجوم، ولا يعرف متى يصل اليابسة،فقد بلغت التعمية اقاصي الذروة.لا مناص اذاً، من التغيير الجذري، لتحملنا رياحه الى شواطيء المراجعة والمكاشفة، فما نحن فيه من ازدواجية وتناقضات،يشي اننا بلغنا مرحلة متقدمة من الانحلال والاضمحلال، لا يجب السكوت عليها.التغيير هو قاعدة الحياة،كما ولو اغمضنا عيوننا. قادم كالقدر لا محالة .فمن الاجدى، ان نذهب اليه لا ان ننتظره، اختصاراً للثمن والزمن.

 لا تُقتل الحقيقة مهما تنوعت الاسلحة، ولا تَقبل التعليل وا كثرت المبررات،كما الحق لا تلين عريكته، و الباطل لا يدوم وان إشتدت سطوته.الحق احق ان يُقال،لو كانت هناك ديمقراطية،حرية، عدالة في الوطن العربي،لما وصلنا الى هذه الحال. بصراحة اسرائيل بؤرة استيطانية لا دولة،تتمدد كل ليلة،وليس لديها دستور ولا حدود، فلا سلام معها. السلام لا يأتي بالمفاوضات بل بالمقاومة.( حقيق عليَّ ان لا اقول على الله الا الحق ). الامريكيون غير معنيين،و عقيدة الصهاينة ان فلسطين من بحرها لنهرها يهودية، و في اوروبا وامريكا تيار يتنامى بمتواليات هندسية،فاق تعداده 150 مليون نسمة، يؤمن ان المسيح لن يعود،الا بعودة اليهود الى فلسطين وهدم الاقصى وبناء الهيكل مكانه.في السياق قال بن غوريون :ـ ” الدولة ليست هدفنا بل وسيلة الى الصهيونية التي تعني توسيع رقعة الارض بالغزو والاستيطان.اسرائيل دولة حرب،لذا يجب صناعة الجندي المستوطن “.ما قاله اب صهيوني مؤسس عام 1948، يجري تطبيقه حرفياً عام 2024.

غزة كشفت اللعبة،رفعت الغطاء عن مواقف الدول كافة، وخذلانها للقيم والحقوق الانسانية،ـ ما تحت الطاولة صار فوقها ـ . لا احد بعد اليوم، يستطيع الاختباء خلف اصبعه.ما جرى ويجري في غزة من اهوال يوم القيامة،يتهم الجميع بالقصور والتقصير،والصمت كصمت السكتة القلبية.الوحيد الذي امتلك الكلمة المفتاحية ،هو  الرئيس البرازيلي اختصر المقتلة بكلمات قليلة :ـ اسرائيل دولة عنصرية،هدفها الابادة والقتل عندها عبادة.

 في امتحان الضمير، حصل الوضع العربي على علامة صفر،فيما غزة تقاتل من مسافة صفر.شتان  بين الصفرين، احدهما يقف على اليمين بعزة ،والاخر على الشمال بلا قيمة. كما النخب،الاحزاب، النقابات،المنظمات،التنظيمات باهتة كاصفار واقفة على الشمال،بالكاد تراها او تسمع صوتها، فيما تجأر في القاعات المكيفة بالدفء،المترعة بالشراب وما طاب من الاطياب.

غزة ـ يا وحدها ـ قطار بلا ركاب، لا من عرب ولا من اعراب.شعوب على كراسي النظارة، تنتظر صافرة النهاية،لتنام كعهدها.جاهلة او متجاهلة ،ان من اخطأ طريق غزة، اخطأ الطريق الى الجنة “.هذه الغزة، هزت الاستراتيجية الصهيونية بعمقها.ضربت المدن الاسرائيلية كلها ، خلقت هجرة يهودية معاكسة للخارج بلا عودة، واحدثت في الداخل ضغطاً هائلاٍ  على الحكومة الاسرائيلية.غزة وللمرة الاولى في تاريخ الامة، جردّت الجيش من هيبته الاسطورية،ساعة اقتحمت ثكناته داخل قلعته، ايذاناً بدنو اللحظة التاريخية لرحيله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى