الفجوات السياسية الأمريكية في ظل أزمة كورونا

الفجوات السياسية الأمريكية في ظل أزمة كورونا
الدكتور كمال الزغول

المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق أوباما جو بايدن في ظل إنتشار فيروس كورونا قد يطيح بالرئيس ترامب اذا لم يحسن الأخير التصرف في هذا الملف الصحي الخطير، وهناك فرصة ذهبية للمرشح الديمقراطي المخضرم بالرغم مما حققه الرئيس الأمريكي ترامب من تخفيض لنسب البطالة وتحسين ملحوظ في الإقتصاد الأمريكي.
الملاحظ من تطورات إنتشار مرض كورونا أنه بدأ بالأنحسار في الصين، لكنه تموضع من جديد في دول اوروبية ودول شرق أوسطية حيث ظهر هلال فيروسي يمتد من إيران الى إيطاليا .
تفشي المرض أصبح مؤثراً في السياسة الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية بسبب إنتقال هذا الفيروس الى القارة الأمريكية بدون تأشيرة دخول، وبهجرة شرعية من خلال ألمسافرين، حيث وصل عدد ألمصابين في الولايات المتحدة الأمريكية لغاية اللحظة ١٠١٦ حالة وعدد الوفيات ٣١ وفاة ، وعدد المتعافين ١٥ حالة ،مما يعطي دليلاً واضحاً على أن هجرة الشرعيين أصبحت أكثر خطورة من هجرة المهجرين غير الشرعيين الذين رفضهم الرئيس ترامب واصدر مراسيم جمة بحقهم وبنى الجدران لمنعهم من الدخول من دون أن يحملوا أي نوع من الفيروس وفقط كانوا يحملون انسانيتهم حيث لم يعد هناك حاجة لأي جدار مكلف.
الغريب بالموضوع وعلى عكس ما يتوقع المؤمنون بنظرية المؤامرة الأمريكية ، هناك أصبح جلياً في الصين بأنها هي من استفادت من كبح جماح جنون التجارة الحرة العالمية، وجعل مُتبنيها يفكر ألف مرة قبل إغلاق الحدود الدولية بواسطة فرض التعرفة على ألبضائع الصينية والتي كانت قد تطيح بالإقتصاد الصيني الصاعد وقد يكون قد ضحى بالمرض من أجل النقاهة واستنشاق هواء الصعود من جديد ،وهذا لا يعني أنها مؤامرة صينية ولكنها إعادة تنظيم وإستغلال خلال الفجوات السياسية في فترة إغلاق الحدود والحجر الصحي السياسي على “الرأسمالية القطبية الصاعدة” .وبناء على ذلك ، فإن الأزمة الفيروسية انعكست على السياسة الداخلية الأمريكية، وإن لم يحسن الرئيس ترامب التعامل مع هذه الأزمة يكون قد أطلق سهما مؤلما على قاعدته الإنتخابية بسبب المنافسة الشديدة بينه وبين جو بايدن الذي يعد ناخبيه بتأمين صحي جيد يخدم الجميع على عكس ما تبناه الرئيس الحالي.
فيروس كورونا خلق فجوة سياسية داخلية وخارجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية جعلت دولاً تقوم بإستغلال الإنهيار الصحي في العالم لإنتاج دواء صحي مخصب لمفاعلاتها النووية أمثال ايران، وكوريا الشمالية، والصين التي ستعيد تنظيم سوق تجارتها المتأثر بالتعرفة الأمريكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى