الطاقة المتجددة.. تحصين للأمن الاقتصادي / سلامة الدرعاوي

الطاقة المتجددة.. تحصين للأمن الاقتصادي
السؤال الاقتصادي الأكثر جدلا هذه الأيام، هو عن مدى الجدوى الاقتصادية لمشاريع الطاقة المتجددة في ظل انهيار أسعار النفط عالميا؟.
في الحقيقة؛ إن الطاقة المتجددة ومشاريعها باتت عنصرا رئيسيا في الحفاظ على التوازن البيئي العالمي، حيث بدأت الدول الكبرى تدرك مدى الدمار الذي خلفته صناعاتها والاثر البيئي السلبي الكبير الذي لحق بالمناخ العالمي بسببها، إلى جانب كون الطاقة المتجددة جزءا أساسيا من مكونات الاقتصاد الحديث، الذي يسعى الى تعزيز مفهوم الاستقرار الاقتصادي.
أما في الأردن؛ فبات خيار الطاقة المتجددة مكونا اساسيا في الفكر الاقتصادي للدولة، وخيارا لا يمكن الاستغناء عنه في ظل التقلبات الحادة لأسعار النفط العالمية التي جعلت استقرار الاقتصاد الوطني اسيرا لتلك التداعيات، ومن هنا جاء التأكيد على السير قدما في هذه المشاريع من باب التنويع في مصادر الطاقة التي تعتمد عليها المملكة، ورفد الاقتصاد بديمومة جديدة في قطاعاته التنموية ليكون أكثر حداثة وعصرية.
ولمأسسة عملية إطلاق مشاريع الطاقة المتجددة؛ أسست الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة، صندوق تشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة، ليكون حاضنة مؤسسية لتلك المشاريع، وينهض بالمستوى التوعوي لتلك الفكرة الحديثة في أوساط بيئة الأعمال والمجتمع الأردني.
سنحت لنا فرصة ثمينة للاطلاع على ما يقوم به صندوق تشجيع الطاقة، الذي تأسس بموجب قانون وله إدارة منتقاة من خيرة الخبراء في هذا القطاع، والتي وضعت استراتيجية عمل حتى سنة 2020.
الصندوق يسابق الزمن في جعل المملكة مركزا اقليميا رائدا في استخدام مشاريع الطاقة المتجددة التي سيكون لها الاثر الايجابي الكبير على الخزينة، من حيث الحد من الاعباء المالية المترتبة على دعم الطاقة وكلف استيرادها، وعلى أسعار المستهلكين في القطاع الخاص، من حيث تعزيز تنافسيته نتيجة الاستخدامات الفضلى لتلك المشاريع التي ستخلق واقعا اقتصاديا جديدا وفرص عمل كبيرة، وتساهم بالحد من مشكلتي الفقر والبطالة، خاصة أن غالبية مواقع تلك المشاريع في محافظات المملكة النائية.
الصندوق ليس حاضنة للمشاريع المتعلقة بالطاقة المتجددة فقط، وانما هو مؤسسة داعمة للافكار الخلاقة والابداعية في هذا المجال، وناهض بالافكار والبرامج المساعدة للفئات التي تسعى للحصول على مشاريع الطاقة المتجددة.
هناك عشرات المشاريع والبرامج التي بدأ صندوق الطاقة المتجددة بدعمها والسير بها قدما لتكون باكورة العمل المؤسسي لها، ومن اهمها مبادرة الملك لتدفئة المدارس، اضافة الى المساهمة في اعداد برامج لدراسات الجدوى للمشاريع والتكفل بها والاتصال مع القطاع المنزلي لتعزيز هذه الثقافة التي بدأت تجني ثمارها في عدد من القرى بمحافظات المملكة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين كفاءتها لزيادة قدرتها التنافسية، والذي يشمل القطاعات الصناعية والسياحية والتجارية، اضافة الى امتداد عمل الصندوق الى المؤسسات الحكومية ومبانيها المختلفة، للحد من الانفاق والهدر في استهلاك الطاقة الموجود حاليا.
الامر لا يقف عند هذه البرامج، فهناك العشرات من المشاريع التي بدأت تترجم من أفكار الى واقع فعلي يلمسه المواطنون كما حدث في تغيير انظمة الطاقة لمئات المساجد التي أصبحت تعتمد على الطاقة المتجددة، وغيرها عشرات البرامج التي يشرف على تنفيذها وتنسيقها مشروع الطاقة المتجددة، الذي بات فعلا موطنا للكفاءة والابداع في دعم الاقتصاد وتعزيز استقراراه.
salamah.darawi@gm ail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كنت اتمنى ان ان اعرف هل نقوم بالتصنيع ام نستورد كل شيء من الخارج؟

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى