الشرطي الفرنسي وأصحاب المعالي/ محمود الحموري

الشرطي الفرنسي وأصحاب المعالي مثنى وممدوح،
محمود الحموري

اعتبارا من اليوم دخل التاريخ من أوسع أبوابه ذلك الشرطي الفرنسي الذي أجاب الرئيس الفرنسي ماكرون عند قوله لشرطي مكافحة الشغب والمحتجين على رفع الأسعار في فرنسا بقوله “شكرا على تضحيتك لحماية فرنسا” فقال له الشرطي، لا شكر على واجب سيدي الرئيس، هذا عملي لكنني انا متضرر من الضرائب التي خرج بسببها المتظاهرين من الشعب الفرنسي، وأنا أشعر بالخزي سيدي الرئيس عندما اقمع أشخاص خرجوا للدفاع عن حقي ! ولدي مقارنة ومقاربة على الساحة الأردنية في واقعنا المحلي !
فمن وجهة نظري احسن دولة الدكتور عمر الرزاز الإختيار عندما اختار المهندس مثنى الغريبة وزيراً في حكومته وذلك احتراماً للرأي والمطالب الذي يمثلها متظاهري الدوار الرابع والحراكيين من المعارضة والنقابات ومن يتفق معهم من الشعب الأردني المكافح، وكان ذلك من مصادر نسبة قوة التأييد الشعبي والحزبي للحكومة الحالية عند تشكيلها إضافة إلى ما يمثله الوزير من خبرة متخصصة في مجاله التقني والإداري …

لم يعجبني ما سمعته من نبرة فوقية وربما استعلائية في الفيديو والتسجيل المنسوب لمعالي الوزير السابق “الدكتور ممدوح العبادي” بحق من أسماهم وزراء الشوارع وأعطى مثلاً لذلك توزير “الوزير مثنى الغرايبه” الذي اعتبرتها شخصياً “سقطة الشاطر ممدوح” وهو كما نعرف الدكتور “طبيب العيون” وعطوفة أمين عمان والوزير العابر للحكومات والنائب ممدوح العبادي، المدافع الشرس عن توزير أزواج كريمتيه وهذا من حقه وواجبه عندما يقتضي الحال، ولكن ليس بمثل هذه النبرة التي يقصد فيها إهانة الآخرين لأسبابه الخاصة.
ولكني وجدت عند سماعي للفيديو النشاز والمستفز وغير المبرر، بأنه ليس من اللياقة ولا الشومات، ولا من حق معالي ممدوح العبادي الإساءة لذوات لا يعرفهم ولا يحترم من يمثلون من اختصاصات أو فكر أو ربما شرائح حزبية وعشائرية. والواجب المترتب على د. ممدوح العبادي تداركه قبل تفاقمه في عرض البلاد وطولها وعلى مساحة وسائل التواصل الإجتماعي بأن يعتذر العبادي لمن يمشون في الشارع الأردني وفي أماكن تواجدهم بكلام عربي ” لا بل أردني” مبين، وهو يعلم أو يجب يعلم علم اليقين انه لا يوجد في الأردن للشوارع أبناء والشوارع عندنا فيها مطبات وانفاق وربما جسور ولكن ليس لها ارحام، وشوارعنا لا تخلف أبناء مرتزقة وليس فيها لقطاء معاليك، وإنما يوجد أبناء لرجال صيد ونساء حرائر واحفاد لكرام العائلات من أطياف وموزاييك الأنساب والنطف الشريفة الملتزمة بوطنيتها وعروبتها وقضاياها المصيرية على مستوى الإقليم، وهم تاريخياً من أحرار العرب الذين لا يقبلون الاذلال والصمت والخنوع، ويجب على الدكتور ممدوح أن يفخر بأبناء بلده الذين يجوبون العالم ويؤدون عملهم بكل حرفية وهمة واقتدار …
دكتور ممدوح لم تكن موفقا” من وجهة نظري ولا مقبولاً في كلامك الفج عن الناجحون من أبناء وطنك الذي تحس أنك وانسبائك أفضل وارفع قيمة ونسب وحرفية ووطنية منهم … أما اشارتك بالفيديو للوزير مثنى الغرايبه أنه كان من المحتجين على غلاء الأسعار والمتظاهرين والحراكيين على الدوار الرابع فهذا شرف يضاف اليه على شرف نسبه الرفيع ومن يمثل، وعليك أن تتعلم معاليك أو تأخذ درساً من مقولة ذلك الشرطي الفرنسي النبيل لرئيس فرنسا “امانويل ماكرون” الذي انصفه الإعلام ووقف له العالم بكل احترام في الأمس وهو الذي لم يخذل أهله ولا وطنه بلد الثورة الفرنسية ومفكروها وصانعو مجدها، وهو يقول “انا اشعر بالخزي يا سيدي الرئيس عندما اقمع أشخاص خرجوا للدفاع عن حقي كمواطن فرنسي” والقول لذلك الشرطي الذي احترمه العالم وفهم المعاني والتغذية الراجعة مما ذهب إليه ذلك الشرطي الفرنسي النبيل …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى