الرضا والغضب

الرضا والغضب
جروان المعاني

السلوك الاجتماعي السياسي والامني المناقض للعرف، والذي يعاكس المألوف من عاداتنا الحميدة حيث ورثنا الكثير من جينات المروءة والعفاف واحترام المرأة يسقط دفعة واحدة حين يتم توقيف سيدة اردنية قبل ايام قليلة لأسباب لا اعلمها بالضبط لكنه بالتأكيد غير مبررة خصوصا اذا علمنا ان الخبيث كان يهاجم جسدها من فترة ليست بالقصيرة هي (….) وهي لا تربطني بها علاقات قربى او حزبية كل ما في الامر انها عبرت عن اعجابها بما اكتب حين التقينا ذات صدفة قبل سنوات بمظاهرة سلمية ضد الغلاء.
لست اقصد مما قلته اعلاه التحريض او الاثارة لأنال الاعجاب لكن مؤسف مؤلم ان ينحدر نظامنا الاجتماعي الى هذا الحد، فما قيمة اعلاء شعار الحرية اذا كانت المرأة تعتقل في البلاد العربية لمجرد منشور على مواقع التواصل او لمقالة تدعو فيها لتحصين الحياة الاجتماعية من اختراقات تؤثر سلبا على قيم طالما نادينا بها، فها هي دولة كانت تُعد حصنا من حصون الدفاع عن الاسلام تعتقل ناشطات واديبات فقط لأنهن سبقن الحاكم في التعبير عن حقوقهن.!
ذهب الزمن الذي كنا نطالب فيها المرأة ان تعد اطفالها للجهاد ضد المستعمر عموما والمحتل الصهيوني خصوصا، وصار جل غايتنا ان نحمي المجتمع مما هو اخطر من الكورونا والفيضانات، وذهب زمن المناهج المدرسية الذي كان يحمل في طيات كتبه قضايا كبرى كفلسطين ووحدة العرب وغيرها من الامور لتحل مكانها مواضيع اشبه ما تكون بمسلسلات جاءت من تركيا او امريكا اللاتينية.
اليوم والعالم يسكنه الخوف من فيروس لا يرى بالعين المجردة، ولا ندري مصير ملايين البشر ونحن منهم علينا أن نعيد التفكير في بنية المجتمع بحيث نعلي شأن حرية التعبير ونتخذ التدابير الكفيلة بمنع تغولنا على بعضنا البعض، واعادة نشر قيم جميلة حتى اكثر الدول انفتاحا تسعى لها وهي تتمثل باحترام الانسان لأخيه الانسان دون النظر لدينه او عرقه ومنع تغول الفاسدين واستغلال السلطة المتاحة لتحقيق غايات شخصية على حساب الدولة والمجتمع.
القادم من الايام سيكون مؤلما على غالبية دول العالم المتحضر منها والمتخلف وستسيطر قيم الخوف وينتشر التخويف وستتراكم الجثث وينتشر الموت الممنهج سواء جراء كورونا او الحروب الاهلية المنتشرة والتي تهدد دولا تكاد تنزلق باتجاه الفتنة، علينا لجم الافكار الغبية التي يحملها النفط والساسة اصحاب الاجندة الكونية الخبيثة.
واخيرا وحتى لا نغرد خارج الواقع علينا ادراك رسائل السماء وننظر بعين المتأمل، فما بين الرضا بما يكتب الله والغضب من سلوكيات اهل الارض وحيث حالة عدم الاستقرار الجوي والذي اطلقنا عليه لقب (التنين) ذاك الكائن الضخم وبين الفايروس الصغير اللعين كورونا علينا ان نقرر العودة الى انسانيتنا ونبتعد عن الشر ما امكن ولنعلي قيم المحبة والتسامح دون مصافحة وتقبيل لنحمي مجتمعنا المهزوز اصلاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى