الراعي والذئاب

#الراعي و #الذئاب
يوسف غيشان

تقول النكتة بأن ابن بمواطن أردني عادي تماما خطفته عصابة بغية الحصول على المال. ولما اتصل مندوب العصابة بالمواطن ليطالب بالفدية دار بينهما الحوار التالي:

  • هل تطعمونه وتشربونه؟
  • طبعا
  • هل تؤمنون له المسكن والملبس؟
  • هل تدفئونه؟
  • نعم
  • إذا تعالوا خذوا خوانه الخمسة… جزاكم الله خيرا.

هذه النكتة لا علاقة لها بموضوع المقال بشكل مباشر، لكني ذكرتها هنا على سبيل التشويق لعلي انجح في توريط بعضكم في قراءة هذا المقال الجاد.
يقال بأن الفرق بين المطبخ الإنجليزي البارد المحايد والمطبخ الفرنسي لا يزيد عن عدة غرامات من البهارات والمشهيات والمنكهات، التي تجعل الأكل متعة، وليس مجرد تعبئة كروش.
النظام الرسمي العربي يعتمد الأسلوب الإنجليزي، الذي يملأ البطن أو يهدده بالجوع، وفي الحالتين يكون الأمر بلا متعة ولا مازية، و….. لا أداة جزم ونهي، ونهر ونحر وجز عنق وسحل وقطع أرزاق وأعناق معا. …فيحصل النظام الرسمي على الاحترام المؤقت أو الظاهري، وهو احترام تافه لأنه يعتمد على الخوف فقط لا غير.
لا مازية ولا متعة في أساليب طبخ الأمور في الأنظمة الرسمية العربية وهو ذات الأسلوب الذي يسوق الشعوب بعنف نحو الثورة مجبرين، حيث تطبخ الأمور بجدية مطلقة ويجري اعتقال الناس على أنغام النشيد الوطني، وتعذيبهم وقتلهم بحجة المؤامرة الخارجية.
ربما على وزراء الداخلية العرب الاجتماع مجددا، وليكن الاجتماع (بدل دهاليز الجامعة العربية)، ليكن في إحدى المطابخ التابعة لفندق فرنسي فخم، وليجيئوا بالطباخ الفرنسي مقابل اكرامية – بئر نفط مثلا-من أجل حفل الافتتاح وليعلمهم القليل القليل من مزايا طبخ الأمور على الطريقة الفرنسية.
الشارع العربي لا يمانع من أن يتعرض للهجوم والضرب، لكنه سئم ومل وزهق تكرار ذات الطرق وذات الأساليب، وذات الأكاذيب في كل مكان، ولم يعد أحد يصدق هذه المزاعم، ولم يعد أحد يصدق قصة الصراخ بالمؤامرة الخارجية، وصارت الأنظمة العربية مثل ذلك الراعي الذي كان يدعي بالصراخ بأن الذئب يهاجم القطيع ثم يضحك على الناس القادمين لنجدته، وعندما جاء الذئب فعلا وهاجمه، لم يفزع معه أحد لأنهم كانوا اعتادوا على أكاذيبه.
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى