الراتب والصرافات لشهر12;مشهد للألم الصامت!

الراتب والصرافات لشهر12;مشهد للألم الصامت!
شبلي العجارمة

…,بالذات قبيل قدوم الراتب المتبخر بعد عدة تکهنات وتعاليل الرصد المبدوءة ب; يقولوا ,سمعنا ,ونهاية السنة المالية ,والمختومة بعبارة “حکومة لصوص وحرمنة الله لا يوفقهم ”
کان راتب شهر “کانون 2 “طيلة رحلة الأردنيين في وطنهم السليب من قبل ذوي الضماٸر المصنوعة من الحناتير يشکل منعطفاً مالياً من البذخ والرخاء بسبب قصر مسافة الجوع ما بين راتب تشرين أول وتشرين ثاني وهي فيما تعرف بالسنة المالية لنهاية العام المالي للموازنة التي لا تٛزال تعاني من تضخم البروستات في حجم الدين العام وکذلك الدهون الثلاثية من فاقد الإنفاق العام وکولسترول البعزقة مما ينبیء في تقرير نهاية کل عام مالي من جلطة مالية ناتجة عن العجز في موازنة الشعب الأردني بسبب الإفراط في الفساد واللصوصية المشرعنة .
وأنا قد اعتدت رصد أماکن الصرافات في مختلف المناطق التي أمر بها وأسترق النظر خلسة وأنا خلف مقود سيارتي وعيوني تحتجب خلف نظارتي الشمسية السوداء متظاهراً بالانشغال بهاتفي النقال فقد رأيت مدی مصيبة الفجوة الجافة الموحلة بالتصحر بين الشعب والدولة بکل مٶسساتها ,بالذات حين يعود الأردني منکفٸاً علی ذاته يجر أذيال الخيبة لکومة لحم تشبه عاٸلة في سيارة أکثر اهتراءً من وضعه المالي المتفحم حتی العظم .
وأنا أرصد حرکة هذا الشهر منذ الثامن عشر من الشهر الجاري تعلقت حسرتي بأرملة کانت قد أستقلت سيارة أجرة وبرفقتها أيتامها قد تعلقوا بحزامها وجلبابها الکالح ,وعندما حاولت عبثا أن تقنع نفسها أنها ربما استخدمت البطاقة بالخطأ ما لبثت أن وصلتني وقرعت شباك سيارتي قاٸلةً لي “يا اخوي ممکن تشوفلي هالبطاقة علامها معيه تسحب هالخايرة “,ترجلت من سيارتي وأنا أعرف جواباً أصدق من جواب صراف البنك المتعاقد مع اللصوص وعصابات تجويع هذه الشراٸح المنتشرة علی تراب هذا الوطن المسلوب حتی من أمل الجوع بسد الرمق ,لدي القناعة أن هذه الدولة تتاجر حتی بنتفة الأمل وقطعة السرور وذراع الفرحة المٶقتة علی وجوه الفقراء والمعوزين.
حين تبلغ الخسة في سياسة الترقيع علی حساب التجويع من قبل لوبي اللصوص بالمتاجرة بتأخير الراتب لکمشة من الأيام فاعلم أنك في الوطن الخطأ .
. هذه الجثث الرويمة الدسمة والمنزوعة من معلاق الضمير الرقابي لا تعرف معنی عودة أب أو أرملة من رحلة الصراف الشهرية المعتادة و المتضمنة وعوداً ببعض قطرات الرفاه من حنفية الحرمان الصدٸة لأطفالهم ,لا يعرفون ترجمة البريق في عيون الأطفال الفرحة والتي ثمنها کيس شبس وحبة بسکوت وقطعة حلوی ثمناً لصبرهم الذي سيطول بعد هذا اليوم علی الجوع والمرض والحرمان ومنهجية العوز !!!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى