التدخين ; بين إشکالية الظاهرة والتطور / حنين رائد عليان

التدخين ;بين إشکالية الظاهرة والتطور
حنين رائد عليان

سأتناول في هنا ظاهرةً تثير قلق الآباء، وتخيفهم على أبناٸهم عند وصولهم مراحل عمرية مختلفة مثل سن المراهقة ,فهو أكثر المراحل قلقاً والتي يكون فيها الفرد أكثر تأثراً وتأثيراً بالآخرين وما حولهم من ظواهر باتت تشكل مخاوف مستقبلية على الأبناء إلى أن وصلت هذه المخاوف إلی حد حرمان البعض من الأبناء من التعليم ومواصلة تحصيلهم وانخراطهم کأفراد أسوياء فاعلين , وتفضيل الأمية علی الوعي لقاء انخراطهم بالمجتمع الخارجي ورفقاء السوء.
كثير من الآباء يعتقدون أن تناول الدخان هو بداية لفقدان أبناٸهم وفقدان الثقة بهم, بل ومن الممكن أن تكون هذه المشكلات الفرعية بداية لمشاكل رٸيسية أکبر , مثل :تعاطي المخدرات بحيث يصبح الشاب المراهق محباً للتجارب حتى يصل به الأمر إلى الإدمان والانحدار نحور هاوية الدمار وصولاً ومستشفيات علاج الادمان وانعکاس الکلفة علی الأسرة والمجتمع والدولة وما إلی ذلك.
بدايةً قد يرى الشاب هذه الظواهر ممارسات سيئة، ولكن في وقت ما قد يجد نفسه يسلك هذا الطريق، ويراه صائباً بسبب كثرة هذه الظواهر أمامه، وتأثره بمن هم حوله وانحرافه مع بعض رفقاء السوء، فيصبح الأمر لديه سهلاً يسيراً ويستغرق في طريق التجربة، حتى يصبح الأمر يجري في دمه ويتعلق به إلى حد الإدمان لا قدر الله.
وعلى الرغم من وجود هيئات التوعية المختلفة بكافة أشكالها وأنواعها التي تقوم بتوعية الشباب على عدم تجربة هذه المواد لكونها تُعد ذات أثر سلبي على صحة الإنسان، ومن الممكن أن تؤدي إلى إيصال الشخص لمرحلة يرثى لها وربما تصل للنهاية الأسواء علی هذه الحال ألا وهو الموت.
فهناك أسباب كثيرة لانتشار ظاهرة التدخين ومنها :رفاق السوء فهم اكثر تأثيرًا ببعضهم لاختلاطهم المباشر واختلاف مراجعهم التربوية بدءاً من الأسرة والمدرسة والبيٸة الجامعة , فبدايةً تكون عرض هذه المواد كتجربة، أو لإثبات أيهم أكثر رجولة حتى يصبح الضحية مدمناً، العولمة، الابتعاد عن الدين والمبادئ، الانفتاح، التقليد السلبي والقدوة السيئة ورؤية الممنوع الذي صارمباحاً، فكثيراً من المسلسلات التي تعرض على شاشات التلفاز تظهر ظاهرة التدخين وكأنها شيء لا مثيل له، وذلك بإظهار البطل مدخن بطريقة جاذبة للمراهق فيدفعه فضوله الى تقليد ذلك.
وعلى الرغم من ذلك يجب على الآباء الحرص على ابنائهم، ومعرفة أصدقائهم منذ المراحل المبكرة من أعمارهم، ومراقبتهم ومع الحفاظ على خصوصيتهم بنفس الوقت ، حتى نبث في أرواحهم الطمأنينة والأمان ونثق بقيادتهم لذواتهم ، كما يجب معاملة الأبناء وخاصة في هذه المرحلة كأصدقاء حتى نستطيع أن نوفر لهم بيٸة جذب مستقطبة حتی لأخطاٸهم العادية وعدم الإسراف بالعقوبة والتأنيب وبهذا نکون قد قدمنا لهم سلوك الطريق الأٓمن ؛ لأن ممارسة العنف ضد الأبناء بقصد التربية والتوعية خاصة في مرحلة المراهقة التي يرى المراهق نفسه وذاته وانعزاليته المسکونة بالأنا تؤدي الى مشاكل أكبر من التدخين بحد ذاته فقد تؤدي الى نتاٸج سلبية ونهايات لا تحمد عقباها ، مثل الجريمة بکل أشکالها وکذلك الوصول لمرحلة الانتحار مثل الكثير من هذه الإشکاليات المنتشرة في الوقت الراهن.
فهناك الكثير من أضرار التدخين ليست على مستوى الفرد بحسب، بل تتعدى لتشمل المجتمع بأكمله فهي تؤدي الى أضرار صحية بالمدخن ومن حوله، واضرار اقتصادية شخصية تؤثر على دخل الفرد، وأضرار اقتصادية تؤثر على المجتمع بأكمله، لأنها تزيد من أعباء الدولة بإنشاء مراكز، وجلب علاجات للمدخنين بدلاً من تطوير الشباب ليكونوا منتجين وفاعلين لأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
لذلك علينا أن نحمي مجتمعنا، ونولد في نفوس الشباب والمراهقين الإرادة، والإصرار، والوعي، والتمسك بمبادئ الدين، وعدم تقبل هذه الأمور كي نحد من ظواهر مکلفة ونمتلك أدوات تلاشيها بالمجان المتاح .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى