الإعدام ليس عقوبة / د. مجد القبالين

الإعدام ليس عقوبة
The Execution is not A punishment
وُجدت الجريمة منذ وجود الانسان في الارض ، واول جريمة ارتكبت كانت جريمة قتل قابيل لأخيه هابيل والتي ذكر المؤرخين انها ارتكبت في جبل قاسيون المُطِل على دمشق ، وكان الدافع الرئيسي والاساسي لها مشاعر بشرية سلبية تتسم بالتمرُد ، والحقد ، وعدم الرضا.
وحاول الانسان ولا يزال يحاول مُكافحة الجريمة بأساليب عديدة بعضُها اتسم بالسطحية ، وبعضُها الآخر اتسم بالفردية ، وبعضُها الآخر اتسم بالقسوة ، والعقوبة تتأثر بالعديد من المُتغيرات لكي تترُك الاثر الرادع في نفس المُجرِم اومُرتكِب السلوك الجُرمي للحد من الجريمة في المُجتمع ، وتتسم تلك المُتغيرات بالتغُير النسبي بين جريمة وأُخرى وهذا يترتب عليه تغير العقوبة المُطبقة ، فهنالك جرائم تتطلب العقوبات الفردية كأن يُخطئ طفل ويُعاقبه احد والديه أو كلاهُما ، وهُنالك عقوبات أُخرى تتسم بالسطحية والتي يتم فيها تطبيق العقوبة على سلوك جُرمي لا يُناسبه من الاصل ولا يُحقِق الردع والذي يُعتبر الهدف السامي والاساسي من العقوبة ، وعقوبات تتسم بالقسوة والتي اعتبرها شخصياً ليست عقوبة بل قصاصاً في جرائم القتل العمد ويتم بموجبها قتل القاتل او الجاني وإنهاء حياته ، كما ان اختيار توقيت تطبيق العقوبة مُهماً جداً لجعل العقوبة رادعة وتاركةً لأثر قوي ورادع في نفس الجاني وهو ضرورة تطبيق العقوبة بعد ارتكاب السلوك الجُرمي مباشرةً وبشكل فوري وسريع ، وعدم تأجيل العقوبة وتطبيقها بعد فترة من ارتكاب السلوك الجُرمي ؛ لأن تأجيل تطبيق العقوبة يجعل تأثيرها ينطفئ لدى الجاني.
وهُنا لا بُد من التمييز بين العقوبة والإعدام ، فكيف يُمكِن اعتبار الإعدام عقوبة ويتم من خلاله إنهاء حياة الجاني بشكل كامل وليس تعديل سلوك او تحقيق ردع سواءً كان ردع عام ام خاص ، فالعقوبة تهدف الى اصلاح الجاني وتأهيله وإعادة دمجه داخل المُجتمع بعد ارتكابه السلوك الجُرمي الذي بات يُشكِل وصمة عار اجتماعية عليه ، أما الإعدام والذي اعتبره البعض عقوبة وخصوصاً لمن يفكرون في ارتكاب السلوك الجُرمي فهو يشكل في بعض الاحيان رادعاً اذا تم تطبيقه امام حشدا من الناس ويُصبح عبرة وعظة لهم.
لقد اختلف المفكرون والباحثون وحتى الدول في اعتبار الإعدام ضروري جداً لتحقيق الردع والحفاظ على سلامة المُجتمع وامنه واستقراره للحد من تفشي الجريمة ، فهُنالك العديد من الدول التي قامت بإلغاء عقوبة الاعدام واعتبرتها انتهاكاً لحقوق الانسان وعملية يتم بموجبها قتل اي فرصة لإصلاح الجاني وتعديل سلوكه فلماذا يتم قتل الجاني في الوقت الذي يُمكن فيه تعديل سلوكه وصُنع انسان آخر منه إيجابي ومفيد لمُجتمعه واعتبار ان كل انسان حتى لو كان مجرماً او مُنحرفاً هو صالحاً ليكون مشروع ناجح في مُجتمعه .
وقبل تطبيق العقوبة يجب علينا طرح السؤال التالي ………….
ما هو هدفنا الاساسي الذي نريد تحقيقه من خلال تطبيق العقوبة على الجاني؟ هل الهدف نقش جريمة المُجرم على جسده ؟ ام الهدف من العقوبة هو العلاج وتحقيق الردع والذي يتم بموجبه الحد من تفشي الجريمة في المجتمع؟
دكتورة مجد خليل القبالين
دكتوراه علم الاجتماع /علم الجريمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. وربنا سبحانه وتعالي أجابك الجواب الصدق
    أن لكم في القصاص حياة يا اولي الباب

  2. وربنا سبحانه وتعالي أجابك الجواب الصدق
    أن لكم في القصاص حياة يا اولي الباب

    بس لو يصير عنا ايمان بالله انه هو الي خلقنا واعلم بالذي يصلحنا و يصلح المجتمع ززز مش نصير نحكي الغرب الغى عقوبة الاعدام وخلص طيب وين الدراسات العلمية التي تثبت انخفاض الجريمة في الدول الي الغت عقوبة الاعدام

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى