اشكالية السياسي والديني 2 / أبو حمزة الفاخري

اشكالية السياسي والديني 2
تزاوجهما باطل عند الله… وفاشل عند الناس
وضحنا في الجزء الاول من مقالتنا بدايات هذه الاشكالية وما نواجهه وندفع ضريبته دمىً ودموعا وضياع اراضٍ جراء صراعهما
ونسلط الضوء اليوم على اشكالية فرعية ناجمة عن الاشكالية الاساسية الآ وهي ان من يحاول اللعب بينهما وعليهما دون ثوابت راسخة وثبات على المبدأ فانه حتما سيخسر خسارة عظيمة بدء من غضب الله وانتهاء بخسارته لقاعدته العريضة في الشارع المؤيدة له .
ويأتي هذا التلاعب من خلال التزاوج اللاشرعي بين الاثنين وذلك بأن يرضخ احدهما لقوامة الآخر وبالتالي التنازل عن بعض او جُلّ القواعد ، ولدينا امثلة صارخة من واقعنا الماضي والحاضر :
الوهابية وآل سعود في الجزيرة العربية في الماضي القريب وحديثا حركة الاخوان ما بعد الربيع العربي والثورة “الاسلامية” الايرانية.
ولان الثورة الايرانية قامت على ظلم الشاه وحكمه الاستبدادي ولبست لبوس الدين ومسكت الحكم وتمسكت به علما انها لعبت سياسة لابعد مدى وحطمت كل الحواجز التي يضعها الدين وقفزت على كثير من ثوابت الاسلام ، وها هي تعيث في البلاد العربية و”تخمش” بلحومنا ونسيت كل معنى لمظلومية الحسين بل ومارست فنون الدهاء السياسي والعنف المذهبي على اخوتهم السنة وتحالفت مع الشيطانين الاصغر والاكبر.
والحركة الوهابية جاءت زمن نهاية الحكم العثماني زمن التجهيل والتتريك ولكنها وضعت يدها بيد آل سعود وتقاسما كعكة الديني والسياسي وبالتالي تخلت الحركة عن جل مبادئها من اجل هذا التزاوج واغمضت عينها اليمنى عن السياسة الخارجية وفنجلت عينها اليسرى على الشأن الديني الداخلي .
اما اخواننا الاخوان فان بداية ظهور حركتهم كانت دعوية ارشادية ، ولكن طمع النفس البشرية بامتيازات الحكم حولت جهودهم للولوج لباب السياسة من أضيق الزوايا ومن بعد الربيع العربي اتسعت زواياهم وقفزت قفزة كبيرة اذ تخطت شعارهم القديم “اصلح الفرد يصلح المجتمع” وفازوا بغنيمة الحكم …وهذا من حق أي انسان وتنظيم وحركة ولا يفهم من كلامنا اننا ضد ذلك وقامت الدنيا عليهم ولم تقعد للان .
وكذا نهج اخواننا في حماس عندما خاضوا لعبة الديمقراطية الغربية المزيفة وانتهوا بانتزاع قطاع غزة والسيطرة عليها وتحالفوا مع ايران والتي ينظر اليها العرب السنة انها عدوة للعرب والمسلمين من اجل عيون الحكم وتثبيت دعائمه في غزة .
وقد تلوث كل من السياسي والديني بهذا التزاوج اللاشرعي والباطل شرعا والفاشل سياسة وعند عامة الناس
ولم تنجح أي حركة دينية تزاوجت مع السياسي المعاصر الذي لا يريد للدين من محل في الحكم .
وأخطأ المنظرون الدينيون حين وافقوا على هذا التزاوج الباطل وكانت غايتهم وحجتهم من اجل الوصول لفخامة الحكم .
هما كالضُرَتان لا يطيقان بعضا ولا بد للزوج “الحُكم” ان يكون حازما حاسما منصفا وكاملا للاوصاف..
وان الحُكم الا لله .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى